نعيش تحت ظلالها اليوم وربما نكتوي بنارها، لا صلة لها من قريب أو بعيد بمدونات الأســ ف، ولا بواقع الدولة الســلطانية القديمة. يجب أن نكف عن هذا الإســقاط التاريخي الذي لا يســمح لنا بفهم تجربتنا التاريخية ولا بحسن قراءة واقعنا السياسي . ((( الراهن» تغيّــر الموقــف هذا من الدفاع إلى النقد، أكده بعض الدارســين عندما رأى أنه «على الرغم من أن حركة النهضة تؤسّس في أدبياتها الأولى إلى دولة الخلافة والحكم الإســ مي، فإنها طورت مقولاتها على التدريج في العشــرية الأخيرة، ورأت إمكان . ((( إحداث مزاوجة بين الإسلام والديمقراطية لبلورة نظام حكم مدني مواكب للعصر» غيــر أن المتفائلين بموقف حركة «النهضة» من الخلافة، تحفظوا على موقف حمادي ، الذي عبّــر فيه عن رغبة حركة 2011 الجبالــي، رئيــس وزراء حكومة النهضة لســنة النهضة، في «إرســاء معالم الخلافة الإســ مية الراشدة السادسة» في تاريخ المسلمين وهو يستعد لرئاسة حكومة إسلامية منتخبة، مما اعتُبر موقفًا سياسيّا مثيرًا للجدل، لأن معارضيه قد اعتبروا الرجل محكومًا بهاجس الســعي إلى إحياء تجربة الخلافة، وأن مراده إقامة دولة إســ مية دينية تقوّض النظام الجمهوري، وتتنكر لقواعد الديمقراطية وسنن التداول على الحكم؛ ما دفع الرجل، حديث العهد بالسلطة إلى إصدار بيان عن مكتب «النهضة» يرفع فيه اللبس، ويبين فيه أن الأمر قد حصل على جهة الاســتعارة ولم يكن يقصد استعادة نظام الخلافة بل استلهام قيم العدل والحكمة والشورى التي واكبت تلك الحقبة المنقضية من تاريخ المســلمين، معبّرًا عن التزامه بآليات الســلوك ، التي تعد أحد أســس الدولة الحديثة، الدولة المراد ((( الديمقراطي، وبقيم الجمهورية رفيق عبد السلام، حول رؤية الشيخ الغنوشي للعلمانية، ( د. ت)، ويكيبيديا الإخوان المسلمين، ((( ديسمبر/كانون الأول 15 الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين، (تاريخ الدخول http :// www . ikhwanwiki . com :) 2016 الجمعاوي، الإسلاميون في تونس وتحديات البناء السياسي والاقتصادي للدولة الجديدة -قراءة في ((( . 508 - 507 تجربة حركة النهضة،صص 15 نقً عن بيان صادر عن حركة النهضة بتوقيع حمادي الجبالي، الأمين العام للحركة، بتاريخ ((( ؛ إذ قال الجبالي: «إن استعارة كلمة الخلافة الراشدة المقصود منها 2011 نوفمبر/تشرين الثاني الاستلهام القيمي لتراثنا السياسي وحضارة المجتمع التونسي الذي ننتمي إليه ونعتز به والمشبع بمبادئ العدل والصدق والحرية والأمانة. كما نؤكد أيضًا بأن خيارنا في الحكم السياسي هو خيار النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يستمد شرعيته الوحيدة من الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة
64
Made with FlippingBook Online newsletter