صورة الدولة الحديثة في مخيال الحركات الإسلامية المغرب وتونس…

الدولة الإسلامية، وهو ما جعل النموذج المنشود هجينًا، وغير متجانس، ومنه انبثقت أزمة الإسلاميين عمومًا مع خطاب الدولة؛ مما نجم عنه تناقض كبير في السلوك السياسي لدى «حزب النهضة»؛ حيثلم يتم اعتماد فقه الواقع، وخصوصية التجربة داخل دولة حديثة، تتميز بفلسفتها الخاصة. ولعل الوعي بهذه الحقيقة، هو ما دفع بـ»حركة النهضة» لمراجعة العديد من مقولاتها خاصة بعد تجربة النفيفي بلاد الغرب، وتجربة الحكم بعد الثورة؛ حيث بدؤوا يكيفونخطابهم مع أسس هذه الدولة الحديثة، ويتنازلون رويدًا رويدًا لصالحها، وهي الكيان السياسي الذي ظل مرفوضًا في أدبياتهم السياسية زمنًا طوي ً، قبل أن يتحول الأمر إلى الانغماس في دواليب السلطة، والاتجاه نحو تركيز دعائم وأسس هذا الكيان السياسي الحديث؛ ليتوارى في الظل لتأسيسه، 35 حلم «الدولة الإسلامية»، وهو ما عّ عنه بيان حركة النهضة بمناسبة الذكرى عندما أكد أن الهدف هو تحقيق وحدة وطنية دائمة، ودولة القانون والحقوق والحريات ومقاومة الإرهاب والفساد، ومن أجل إصلاح الإدارة وتحديث مؤسساتها ومنظوماتها مما يعّ عن تراجع مشروع الشريعة ((( القانونية، ومن أجل مجتمع متضامن وتنمية مستدامة. و»الدولة الإسلامية» لصالح دولة القانون والحريات، الدولة الحديثة. الأمر الذي يدفعنا لمزيد من البحث والتنقيب في خطاب «حركة النهضة» لرصد معالم الصورة التي رسمتها حول الدولة الحديثة، قديً وحديثًا. -الدولة الحديثة بين نقد استبدادها وترسيخ كيانها 3 رسمت أدبيات حركة «النهضة» صورة سلبية عن الدولة القُطرية الحديثة، خاصة في بداياتها، حيث اعتبرتها أحد أسباب انهزام الأمة العربية الإسلامية وتفرقها، وقد تساءل الغنوشي: «كيفلاتفاقية (سايكس-بيكو) التي جزّأت الوطن العربي أن تستمر في ظل أنظمة . ((( ديمقراطية؟» لهذا، وصف راشد الغنوشي الدولة العربية الحديثة، بالكيانات القُطرية الشاذة والخانقة، ، وأنها كيانات مفروضة لخدمة مصالح الغرب، وفرق كبير ((( وأنها «الطوق الحامي لإسرائيل» يونيو/حزيران 6 لتأسيسها، موقع حركة النهضة، تونس في 35 بيان حركة النهضة بمناسبة الذكرى ((( http :// www . ennahdha . tn ) 2017 أبريل/نيسان 29 ، (تاريخ الدخول 2016 الغنوشي، راشد، تجربة النضال: حواراتجريئة في المواطنة وحقوق الإنسان والنهضة ونقد التطرف، ((( . 38 م)ص 2011 ، (مؤسسة زين المعاني، 1 الطبعة . 65 الغنوشي، الحركة الاسلامية ومسألة التغيير،ص (((

71

Made with FlippingBook Online newsletter