صورة الدولة الحديثة في مخيال الحركات الإسلامية المغرب وتونس…

. هذا، إلى جانب ((( وصيانة المجتمع المدني وتحقيق مبدأ سيادة الشعب وتكريس الشورى» إقرارهم في برنامجهم السياسيسعيهم لبناء «نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس المواطنة والحريات والكرامة وعلوية الدستور واحترام القانون وسائر شروط الحكم الرشيد. وتبني نموذج الدولة المدنية التي ترعى الشأن العام، وتحمي السلم الاجتماعي، وتعمل من أجل الرقي الاقتصادي، كما رأت أن المصلحة العامة تقتضي تحييد الإدارة وأماكن العبادة عن . وهو ما يعد تطورًا ملحوظًا في خطاب الحركة، لأنه يدعم مكتسبات الدولة ((( الدعاية الحزبية الجمهورية الحديثة ويدافع عن مبادئها. فقد أقر «حزب النهضة» في بيانه التأسيسي، أنه يعمل في إطار القانون، ويسعى لتحقيق : ((( غايات منها - حماية استقرار الوطن، واستكمال أبعاده، وتنمية مكتسباته، وصيانة وحدته. - تكريس مبدأ سيادة الشعب عبر بناء الدولة الديمقراطية المدنية، دولة القانون والمؤسسات. - المساواة بين المواطنين، وإرساء دعائم المجتمع المدني، وتحرير آلياته لأداء دوره كام ً. - تحقيق الحريات العامة والفردية والعدالة باعتبارها قيً محورية تجسد معنى تكريم الله للخلق وتحقيق إنسانيته. - تكريسحقوق الإنسان وتأكيد التعددية السياسية. وهو بيان يعّ عن تبني مرتكزات الدولة الحديثة، وينم عن دفاع عن مبادئها التي انتُقدت سابقًا من لدن الحركة، مثل مفهوم سيادة الدولة والقانون، ومبدأ المواطنة. فقد كان للتجربة السياسة وقعها وتأثيرها على حركة النهضة، التي أَلْفَتْ نفسها سابقًا خارج العملية السياسية، تنتقد من الخارج، وتؤسس فكرًا معارضًا، هادمًا، رافضًا لكيان الدولة الحديثة وركائزها، إلا أن الوضع تغير بعض خوض تجربة الحكم؛ حيث كان «صادمًا للإسلاميين ولغيرهم أن يجدوا أنفسهم فجأة في حضن الدولة التي كانوا في مواجهة معها على مدى عقود، بل تشبعوا بثقافة مواجهتها والتصادم معها. وكان عليهم أن يتكيفوا مع الواقع الجديد، جزءًا . 67 الحناش، الإسلام السياسي في تونس (النشأة والانبعاث)،ص ((( حركة النهضة، المبادئ والموجهات العامة في «برنامجحركة النهضة، من أجل تونس الحرية والعدالة ((( . 5 - 3 )صص 2011 والتنمية» (تونس، سبتمبر/أيلول الحناشي، عبد اللطيف، الحركات الإسلامية في تونس مرحلة ما بعد الثورة، ضمن مؤلف جماعي، ((( ، (مركز دراسات الوحدة 1 الحركات الإسلامية في الوطن العربي، إشراف عماد عبد الغني، الطبعة . 1745 1744 ،صص- 2 ) المجلد 2013 العربية،

80

Made with FlippingBook Online newsletter