العدد 5 - فبراير/شباط 2020

| 44

. علاج الحاضر دون وقاية المستقبل 3.5 يتسـاءل البعـضعـن مـدى نجاعـة لجـان الحقيقـة والمصالحـة في تفـادي تكـرار أعمال العن ـف وسـوء المعامل ـة فـي البل ـد ذاتـه بعـد انتهـاء صلاحيتهـا. مث ـال ذلـك حـال ـا علـى ً المغـرب حيـث عـادت بعـض الأجهـزة الأمنيـة، بعـد مـرور اثنـي عشـر عام تق ـديم هيئ ـة الإنصـاف والمصالحـة تقريرهـا النهائ ـي إل ـى المل ـك محمـد السـادس، إلـى ممارسـات قديمـة فـي مسـعى لاحتـواء حـراك الريـف وإصـدار أحـكام قضائيـة ـا علـى عـدد مـن النشـطاء الذيـن تظاهـروا فـي الحسـيمة ومدن ً بالسـجن عشـرين عام عـن اسـتخدام القـوة ً أخـرى مطالبـن بحزمـة إصلاحـات بنيويـة واقتصاديـة، فضـ عرفـون بـ”الأسـاتذة المتعاقديـن”. ُ أصبحـوا ي ْ ـن َ ضـد المتظاهريـن مـن عمـال جـرادة وم ويقـول أحـد المراقبـن: “عندمـا لا تكـون العدالـة الانتقاليـة قـادرة علـى منـع تكـرار ل أحـد أهدافهـا الأولـى والرئيسـة، تفقد ِّ انتهـاكات حقـوق الإنسـان، وهـو منـع يشـك المصالحـة، التـي تسـتتبعها هـذه العدالـة الانتقاليـة، معناهـا وغايتهـا مـا دام الجـ دون .)85(” ـا لأن الدولـة تحميهـم ولا تريـد الكشـف عنهـم ّ ً غيـر معروفـن رسمي عل ـى المسـتوى البني ـوي وعل ـى الرغ ـم م ـن أن لجن ـة الحقيق ـة والمصالحـة ف ـي جن ـوب قـد حققـت مسـتوى من الحقيقـة والخطـاب والحـوار وبعـض المصالحة، إلا ً إفريقيـا مثـ أنهـا أدت إلـى “الشـعور لـدى الكثيريـن بتأجيـل العدالـة. وقـد توصلـت الأمم المتحـدة فـي السـنوات الأخيـرة إلـى قناعـة مهمـة بـأن العدالـة الانتقاليـة تقـوم على افتـراض أن “التغييـرات الاجتماعيـة والاقتصاديـة والسياسـية ممكنـة عندمـا تجـري مفاوضـات مهمة مـع الدولـة حـول القـوة. ومـع ذلـك، ظهـرت العدالـة الانتقاليـة للتعامـل مـع البعـد .)86(” المحـدود فقـط لتلـك التغييـرات: إرث الفظائـع الواسـعة النطـاق ومنـع تكرارهـا

Made with FlippingBook Online newsletter