| 74
دور العامـل الثقافـي والقيمـي وراء فشـل أو تعثـر الديمقراطي ـة، وممـا جـاء فيـه: “إن .)28(” ـا ّ ً ـا قوي ّ ً ـا مدني ً الحكومـة الديمقراطيـة تتقـوى ولا تضعـف عندمـا تجـد مجتمع - جن ـوب ش ـرق آس ـيا: تق ـدم بل ـدان جن ـوب ش ـرق آســيا وف ـي طليعته ـا الص ـن، ـا، يتجس ـد جـزء عظي ـم من ـه ف ـي ً ا عريق ّ ً ـا وسياسـي ّ ً ـا ثقافي ً الت ـي تجـر وراءه ـا موروث ـا علـى الصلـة بـن القيـم السياسـية والمجتمعية ً واضح ً الديانـة الكونفوشيوسـية، مثـا وبـن الديمقراطيـة الليبراليـة علـى صعيـد العالـم اليـوم، فهـذه البلـدان فـي عمومهـا متـرددة فـي الأخـذ بالنظـام الديمقراطـي الليبرالـي، وتحـاول بأشـكال مختلفـة تكييفـه مـع خصوصيتهـا الثقافيـة والقيميـة السياسـية. وقـد اشـتغلت العديـد مـن الدراسـات فـي الغـرب والشـرق علـى هـذا المثـال، وذلـك فـي محاولـة لقيـاس وزن الخصوصيـة الثقافيـة والقيميـة، وثقلهـا السياسـي، وسـنحاول فيمـا يلـي الإشـارة إلـى بعضهـا. ، فقـد أسـهمت الثقافـة والقيـم الكونفوشيوسـية فـي هـذا ً ففـي حالـة الصـن مثـ البل ـد ف ـي بن ـاء بيروقراطي ـة قوي ـة، وعلاق ـة خاصـة ب ـن النخب ـة الحاكم ـة والقي ـادة السياسـية، سمحـت للدولـة بالهيمنـة علـى المجتمـع، وأنكـرت علـى الأفـراد المعارضة السياسـية، فالإمبراطـور فـي الفكـر السياسـي الكونفوشيوسـي يتمت ـع بتفويـض مـن الســماء لتحقيــق الســعادة والرفــاه لشــعبه، وعلــى الجميــع الخضــوع لــه وطاعتــه، وهـو مـا تعكسـه بصـورة أو أخـرى العلاقـة الحاليـة التـي تجمـع الحاكـم بالأمـة فـي .)29( الصـن النظـر ِّ ـا، وبغـض ً ـا مطلق ً ض الإمبراطـور تفويض ِّ غيـر أن هـذه المرجعيـة نفسـها لا تفـو عـن طبيعـة أدائـه، بـل تتيـح للجمهـور سـحب ثقتـه منـه، وإسـقاطه إذا تحـول إلـى .)30( مسـتبد
Made with FlippingBook Online newsletter