العدد 5 - فبراير/شباط 2020

| 78

الغربيـة المتعثـرة فـي الأخـذ بهـا. فعلـى سـبيل المثـال مـا تشـهده إسـبانيا فـي منطقـة كتالونيــا، ومــا تشــهده بلجيــكا مــن جمــود سياســي قاتــل بســبب الصــراع بــن الفرانكفـون والفلامـان وغيرهـا مـن الأمثل ـة هـي أعـراض مباشـرة للزمـة البنيوي ـة الت ـي تعيشـها الديمقراطي ـة. إن الدراسـات والأعمـال التـي صـدرت فـي السـنوات القليلـة الماضيـة فـي مختلـف بقـاع الأرض، التـي تعـالج أزمـة الديمقراطيـة، والتـي يصعـب حصرهـا، تـدل دلالـة قاطعـة علـى وعـي مسـؤول بخطـورة هـذه الأزمـة وتهديداتهـا، وتحـاول اقتـراح عـدد مـن الحلـول الممكنـة. وسـنحاول فـي هـذه الفقـرة الوقـوف عنـد اقتراحـن جاديـن، واحـد صـادر م ـن قل ـب الغ ـرب الديمقراط ـي، ويتعل ـق الأم ـر بأطروح ـة فرانس ـيس فوكويامـا، والثانـي صـادر مـن قلـب الشـرق، ويتعلـق الأمـر بأطروحـة زهانـغ ويـوي .)Zhang Weiwei( أ- إعادة بناء عقيدة الهوية الوطنية لقـد تحـدث فوكويامـا بإسـهاب عـن الأزمـة القيميـة للديمقراطيـة فـي العمـل المشـار تـه فـي هـذا السـياق النقـدي للديمقراطيـة التنبيـه إلـى آفـاق الحـل، ُ ف َ ـا، ولـم ي ً إليـه آنف ــف الحــل َّ ــذ نفســها مــن الانهيــار. ويتأل ِ نق ُ وكيــف يمكــن للديمقراطيــة الغربيــة أن ت ال ـذي اقترحـه مـن جمل ـة مـن المطال ـب، مـن أبرزهـا: مطل ـب إعـادة بن ـاء عقي ـدة الهويـة الوطنيـة. إن الإشـكالية الخطيـرة التـي تعانـي منهـا الديمقراطيـة الغربيـة وخاصـة فـي صورتهـا الأميركيــة بحســب فرانســيس فوكويامــا، هــو تزايــد الانقســامات الداخليــة علــى أسـاس هوياتـي، مـا بـن بيـض، وباقـي العناصـر الأخـرى، مثـل السـود، والأميركيي

Made with FlippingBook Online newsletter