81 |
للديمقراطي ـة م ـن محتواه ـا الإنس ـاني، وذل ـك م ـن خ ـ ل سياس ـات التميي ـز ضـد المهاجريـن وبعـض الأقليـات الهوياتيـة، وتزايـد مظاهـر العنصريـة والإسـ موفوبيا فـي إلـى زعزعـة اسـتقرار هـذه ً الشـارع والإعـ م والجامعـة؛ وهـو مـا قـد يـؤدي مسـتقب ـت بلدانهـا. السـؤال الـذي يطـرح نفسـه فـي هـذا السـياق: هـل ُّ ت َ ف َ الديمقراطيـات وت مفهـوم الهويـة الوطنيـة الجامعـة الـذي اقترحـه فوكويامـا قـادر علـى إصـ ح النظـام الديمقراطـي، وتخليصـه مـن أزماتـه؟ ب- الميريتوقراطية بدل الديمقراطية إل ـى جان ـب أطروح ـة فوكويام ـا، والت ـي حاول ـت التنبي ـه إل ـى اتجاه ـات الإصـ ح السياسـي فـي الـدول الديمقراطيـة التقليديـة، توجـد أطروحـة زهانـغ ويـوي الصينـي، وتهـم بالدرجـة الأولـى مشـكلة الديمقراطيـة فـي البلـدان غيـر الغربيـة فـي كل مـن أوروبـا الشـرقية، وآسـيا، وإفريقيـا، وهـي مشـكلة تختلـف فـي كثيـر مـن أعراضها عن ـى بعضهـا ف ـي الهشاشـة السياسـية، َّ مشـكلة الديمقراطي ـة ف ـي الغ ـرب، حي ـث يتجل وعـدم الاسـتقرار، والصراعـات الطائفيـة والقبليـة. ينطلـق ويـوي مـن مقدمـة أساسـية أن النظـام الديمقراطـي لا تتوفـر فيـه صفـة النموذج النظـر عـن ثقافتهـا، وقيمهـا، وخبراتها ِّ الكونـي، الـذي يصلـح لـكل الشـعوب بغـض التاريخيـة، وأن التجربـة الديمقراطيـة كمـا يشـهد الواقـع عليهـا، ليسـت أفضـل نظـام ا ً ـا لفـوز عديمـي الكفـاءة بالسـلطة؛ وأمسـت مصـدر ً ا آمن ً سياسـي، فقـد أمسـت جسـر لسياسـات عدائية-إمبريالي ـة، كمـا تسـببت فـي الكثي ـر مـن الفوضـى والاضطـراب فـي عـدد مـن أنحـاء العالـم، كمـا هـي الحـال فـي بلـدان الربيـع العربـي. ـا ً إن أطروحـة ويـوي التـي تقـدم النظـام السياسـي الصينـي للعالـم؛ باعتبـاره نموذج
Made with FlippingBook Online newsletter