العدد 5 - فبراير/شباط 2020

| 82

ً ـا قابـ ً ، لا تقتـرح هـذا النظـام نموذج ً ـا وفعـا ً غيـر ديمقراطـي فـي الحكـم؛ مختلف للنس ـخ والنق ـل إل ـى باق ـي دول العال ـم، ب ـل تحـرض باق ـي الش ـعوب عل ـى التم ـرد م لهـا وصفـة النجـاح السياسـي والتنمـوي، والتـي ِّ قـد ُ علـى الفكـرة الديمقراطيـة، وت تلخصهــا فــي المزاوجــة والتوليــف المبــدع بــن الخصوصيــة التاريخيــة والثقافيــة والقيميـة وبـن الدولـة الحديثـة. فالدولـة الصينيـة -فـي نظـر ويـوي- كدولـة حضارية )، تجمـع بصـورة عبقريـة بـن خبـرات وتقاليـد حضاريـة عريقـة Civilizational state( .)34( تمت ـد إل ـى خمسـة آلاف عـام، والدولة-الأمـة، الحديث ـة ومـن ثـم، فالصـن هـي دولـة حديثـة وتقليديـة فـي الآن نفسـه، فالحـزب الشـيوعي الـذي يهيمـن علـى الدولـة والمجتمـع فـي الصـن علـى سـبيل المثـال، وعكـس مـا كـم ُ ِ ـا بالمفه ـوم الغرب ـي للحـزب، ب ـل ه ـو اسـتمرار ً يظ ـن الكثي ـرون، لي ـس حزب سـتطاع مصـالح المجتمـع، بخلاف ُ الم َ كونفوشيوسـي موحـد، وتقليـدي، يعكـس قـدر .)35( ـر عـن مصـالح فئـات اجتماعيـة معينـة ِّ الحـزب فـي المفهـوم الغربـي الـذي يعب ومـن ناحيـة أخـرى، فـإن الشـرعية السياسـية فـي الخطـاب التاريخـي الصينـي ليسـت شــرعية حديثــة، كمــا يحددهــا الفكــر السياســي الحديــث، بــل ترتبــط بعنصريــن رئيســن: بكســب أو خســارة قلــوب وعقــول الشــعب، وبالاســتحقاق والجــدارة القائمـة علـى انتقـاء المواهـب للحكـم أو مـا يسـمى بـ”ميروقراطـي”، بـدل الانتخـاب ـر هـذان العنصـران بصـورة أو أخـرى عـن امتداد ِّ الـذي تؤكـد عليـه الديمقراطيـة. ويعب واسـتمرار للثقافـة السياسـية الكونفوشيوسـية فـي الصـن الحديثـة والمعاصـرة. وهـذه الش ـرعية الموصول ـة بج ـذور الصـن وتقاليده ـا، ه ـي م ـا يفس ـر حكامته ـا الجي ـدة، .)36( مقارن ـة بال ـدول الأوروبي ـة

Made with FlippingBook Online newsletter