العدد 5 - فبراير/شباط 2020

83 |

ولا يتـردد ويـوي فـي هـذا السـياق في التصريـح بـأن النظام السياسـي الصيني يسـتثمر هـذه الشـرعية، ويدعـو باقـي الـدول غيـر الغربيـة إلـى احتـرام تقاليدهـا السياسـية، وع ـدم الانجـرار وراء الرومانس ـية السياس ـية الت ـي تجس ـدها الديمقراطي ـة، والت ـي ق ـد ). وهكـذا، ففـرادة النمـوذج الصينـي وقوتـه بحسـب زهانـغ 37( ا ّ ً تكـون مكلفـة جـد ،)38( تتجسـد فـي قدرتـه علـى تحديـث التقاليـد السياسـية للصـن، وكونفوشيوسـيتها وهـو مـا يجـب أن تفعلـه باقـي الـدول. كامــة الجيــدة، َ ومــن ثــم، فالديمقراطيــة فــي نظــر ويــوي هــي إرادة الشــعب، والح ا آخـر. ويحك ـي ف ـي مع ـرض اس ـتدلاله عل ـى صـواب ه ـذه الفك ـرة ً وليس ـت ش ـيئ قصــة حــوار حصــل بينــه وبــن بعــض القــادة والخبــراء العالميــن، وعلــى رأســهم ، فـي العاصمـة البلجيكيـة، 2009 الرئيـس الفنلنـدي الأسـبق، مارتـي أنتسـاري، سـنة بروكسـل، وذلـك فـي حفـل عشـاء علـى هامـش نـدوة “أزمـة الإدارة فـي إفريقيـا”. لق ـد تن ـاول الكلم ـة ف ـي ه ـذا الحف ـل الرئي ـس أنتس ـاري، وف ـي سـياق تفاعل ـه م ـع مداخلـة ويـوي فـي هـذه النـدوة، اعتبر المكتـب السياسـي للحـزب الشـيوعي الصيني بمنزلـة مجلـس إدارة شـركة، والأمـن العـام للحـزب بمنزلـة رئيـس المجلـس، ورئيـس الــوزراء مثــل الرئيــس التنفيــذي للشــركة، وباقــي الحكومــة بمنزلــة إدارة الشــركة. وطل ـب أنتس ـاري م ـن وي ـوي رأي ـه ف ـي ه ـذا التوصي ـف، وه ـو م ـا اس ـتجاب ل ـه، ـب بمـا يلـي: “لمـاذا الشـركات علـى صعيـد العالـم لا تنتخـب رؤسـاء مجلـس َّ وعق الإدارة بنـاء علـى حـق التصويـت لـكل شـخص؟ لأنهـم إذا اتبعـوا هـذا الأسـلوب ربم ـا تف ـادوا خط ـر الإف ـ س، ونف ـس الش ـيء يج ـب أخ ـذه بالاعتب ـار ف ـي النظ ـام السياســي، حيــث يجــب علينــا النظــر فــي كيــف يمكــن أن يحكــم البلــد علــى

Made with FlippingBook Online newsletter