| 84
كـم الجي ـد، ولي ـس ُ نحـو جي ـد. فالديمقراطي ـة ف ـي نظـري تعن ـي إرادة الشـعب، والح .)39(” الديمقراطي ـة م ـن أجـل الديمقراطي ـة، والانتخـاب م ـن أجـل الانتخـاب إن هـذا المنظـور النقـدي للديمقراطيـة، وتثمـن الخصوصيـة الثقافيـة والقيميـة فـي هذا السـياق ليسـت خصوصيـة صينيـة صرفـة، بـل انتبـه إليهـا عـدد مـن القيـادات فـي بلـدان جنـوب شـرق آسـيا منـذ تسـعينات القـرن الماضـي؛ حيث تزايـد الحديـث بينهم عـن “القيـم الآسـيوية”، التـي تنـأى بالمجتمعـات الأسـيوية عـن الديمقراطيـة الليبرالية، ركـز بالمقابـل علـى الاختيـار بـدل الانتخـاب أو مـا يسـمى بـ”الميروقراطيـة”. وتزامن ُ وت ذل ـك م ـع الصع ـود الاقتصـادي المثي ـر للنم ـور الآسـيوية، غي ـر أن هـذا اليق ـن ف ـي القيـم الآسـيوية أخـذ فـي التراجـع مـع نهايـة التسـعينات وبالتزامـن مـع الأزمـة التـي .)40( ـت هـذه النمـور َّ مس وم ـن ث ـم، فاعتم ـاد النظ ـام السياس ـي الصين ـي عل ـى نظ ـام الاختي ـار القائ ـم عل ـى الكفــاءة، بــدل الانتخــاب الديمقراطــي، يرجــع لكــون هــذا النظــام أقــدر مــن غي ـره عل ـى إيصـال الأكف ـأ والأق ـدر إل ـى كرسـي الحكـم، ب ـدل الديمقراطي ـة الت ـي تت ـرك الأم ـر لأه ـواء الن ـاس، غي ـر المقي ـدة ب ـدروس الفلس ـفة، والتاري ـخ، والعل ـوم .)41( الاجتماعيــة وترجـع جـذور هـذا النظـام إلـى عصـور سـحيقة، إلـى مـا قبـل الميـ د، ويعتمـد فـي سـياق بحث ـه عـن الكف ـاءة والجـدارة عل ـى معايي ـر وأوصـاف الفضيل ـة الأخلاقي ـة، والمهـارات الاجتماعيـة، والقـدرات الثقافيـة والفكريـة. وبحسـب الظـروف وحاجات ـا علـى بقيـة الأوصـاف، فعلـى ً ـب الجهـة المسـؤولة عـن الاختيـار وصف ِّ ل َ غ ُ الدولـة قـد ت سـبيل المثـال فـي حـال انتشـار الفسـاد، يكـون الوصـف الأخلاقـي أولـى مـن غيـره
Made with FlippingBook Online newsletter