العدد 5 - فبراير/شباط 2020

| 86

.)47( للجمي ـع م نفسـه كأطروحـة نقديـة ِّ إن النظـام السياسـي الصينـي ومعـه النظـام السـنغافوري يقـد ـا مـن خـ ل نظـام ميروقراطي، ّ ً ـا وأدائي ّ ً للديمقراطيـة الليبراليـة، ويتفـوق عليهـا أخلاقي ثـم انتخابـي، يركـز علـى اختيـار الكفـاءة مـن خـ ل قاعـدة اختيـار واسـعة يوفرهـا ا عــن قيمــة ً الحــزب والمدرســة. نظــام يحقــق التقــدم، والعدالــة، والكرامــة، بعيــد ــا مــن الجماعتيــة. ومــن التقاطعــات الفكريــة اللافتــة للانتبــاه فــي ً الفردانيــة وقريب هـذا السـياق، أنـه إذا كانـت أطروحـة فوكويامـا فـي الإصـ ح السياسـي تركـز علـى عقيـدة الوحـدة الوطنيـة، فـإن زهانـغ هـو الآخـر يركـز علـى قيمـة الوحـدة السياسـية التـي يحميهـا الحـزب الشـيوعي. ؛ إن الأزمـة القيميـة التـي تعانـي منهـا الديمقراطيـة الليبراليـة مـن بي أسـبابها ً وإجمـا التراجـع عـن القيـم المرجعيـة للديمقراطيـة، وعلـى رأسـها قيمـة الفردانيـة، وتجاهـل الهويـة الذاتيـة، والاعتنـاق التدريجـي لقيـم جماعتيـة وهوياتيـة جديدة تهدد اسـتقرار النظـام وحسـن أدائـه السياسـي والاقتصـادي. ولـم تقتصـر هـذه الأزمـة علـى البلـدان الديمقراطيـة التقليديـة، بـل تجاوزتهـا إلـى عـدد مـن البلـدان غيـر الغربيـة التي فشـلت ـا. وقـد حـاول بعـض ً فـي إقـرار نظـام ديمقراطـي سـليم ولأسـباب قيميـة وثقافيـة أيض المفكري ـن الغربي ـن، وعل ـى رأسـهم فوكويام ـا، اقت ـراح حل ـول له ـذه الأزم ـة، غي ـر أن اقتراحه ـم ف ـي الجوه ـر ه ـو دع ـوة “س ـلفية”، تنصـح بالع ـودة للصـول القيمي ـة ا ً للنظـام الديمقراطـي وفـي مقدمتهـا قيمـة الفردانيـة، وعقيـدة الوحـدة الوطنيـة، وأيض الرفـع مـن الأداء الاقتصـادي الـذي قـد يسـاعد علـى التخفيـف مـن الفـوارق، غيـر أن ه ـذه الدع ـوة ش ـأنها ش ـأن س ـائر الدع ـوات الس ـلفية حظ ـوظ فش ـلها أكب ـر م ـن

Made with FlippingBook Online newsletter