العدد 5 - فبراير/شباط 2020

87 |

حظـوظ النجـاح، فعجـ ت التاريـخ تتحـرك فقـط إلـى الأمـام، ولا تقبـل العـودة إلـى الـوراء، ومـن ثـم، فـإن أي تفكيـر يقـوم علـى المماثلـة، ويسـتلهم الحلـول مـن التجـارب السـابقة هـو تفكيـر فاشـل، ونظـن أن مشـروع فوكويامـا مـن هـذه الناحيـة غيـر فعـال فـي عـ ج أزمـة الديمقراطيـة. ومـن ناحيـة أخـرى، إن الفشـل فـي إقـرار اسـتقرار سياسـي متـن، ونمـو اقتصـادي دائـم مـن خـ ل الديمقراطيـة الغربيـة فـي عـدد مـن بلـدان الشـرق، وإفريقيا لأسـباب الكثيريـن الثقـة َ ـد َ ق ْ ف َ عديـدة، وفـي مقدمتهـا الأسـباب القيميـة والثقافيـة مـن جهـة، أ فـي النظـام الديمقراطـي، ومـن جهـة ثانيـة لفـت الانتبـاه إلـى النظـام الميروقراطـي، ونجاحاتـه، التـي يرجـع جانـب منهـا إلـى الـدور الفعـال للقيـم الموروثـة فـي السياسـة. خـاتـمـة إن الديمقراطيــة الليبراليــة تعيــش أزمــة مزدوجــة: أزمــة مرتبطــة بتراجــع مكانتهــا القيميـة فـي عقـر دارهـا، بسـبب صعـود التيـارات اليمينيـة، والشـعبوية..وما رافقهـا )؛ وأزمـة فـي البلـدان المتأثـرة بهـا بسـبب حالـة الفوضـى، 48( مـن تعثـرات مـن جهـة وانعـدام الاسـتقرار الـذي تعيشـه العديـد مـن البلـدان السـائرة فـي طريـق الديمقراطيـة مـن جهـة ثانيـة. ومـا مـن شـك فـي أن أسـباب وعوامـل هـذه الأزمـة ترجـع إلـى جملـة مـن العوامـل مـن أبرزهـا العامـل القيمـي، فوصـول ترامـب إلـى السـلطة فـي ـا للفشـل القيمـي للديمقراطي ـة، ً ا محرج ً ل مظهـر ِّ شـك ُ الولاي ـات المتحـدة الأميركي ـة ي فمـا مصي ـر الكرامـة الإنسـانية، والعدالـة، والمسـاواة، وحقـوق الإنسـان..في ضـوء نظ ـام يوج ـد عل ـى رأس ـه حاك ـم كترام ـب؟، كم ـا أن صع ـود التي ـارات الإس ـ مية فـي عـدد مـن هـذه الديمقراطيـات الصاعـدة فـي العالـم الإسـ مي، وتعثـر أخـرى

Made with FlippingBook Online newsletter