العدد 11 – أغسطس/آب 2021

105 |

وعلى الصعيد الدولي، تواجه المؤسســات والمنظمــات الدولية صعوبات جمة في إثبــات فعاليتهــا أمام موجة من الانتقادات اللاذعة التي طالتها، بعدما تبيَن أنها باتت ؛ فقد استجاب مجلس الأمن التابع 19 تقل أهمية بشــكل متزايد أمام جائحة كوفيد- للأمم المتحدة بطريقة غير فعالة، بينما أصبحت منظمة الصحة العالمية مادة للسخرية، لسوء إدارة انتشار " فألقى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، باللوم عليها نظرًا ) ، وحذّر من أن الولايات المتحدة ســتُنهي مســاهمتها السنوية 35 ( " فيروس كورونا )، كما طُعِنَ بشــدة في مصداقية المنظمة 36 للمنظمة وتنســحب منها، وهو ما فعله( .) 37 وتبعيتها( وهنا، يُطرح ســؤال أمام أولويات الدول والحكومات في التعامل مع المؤسســات الدوليــة، فبينمــا يُلحَظ التناقض بين اســتجابة النخب النشــطة لبعض الاضطرابات السياســية، مثل الاســتجابات الســريعة لمؤسســات النقد العالمية، كالبنك الدولي وصنــدوق النقــد الدولي في بعض الدول التي تُعاني من مشــكلات اقتصادية، كما ) وغيرها من الدول، فإن هذه النخب والمؤسسات 38 حدث بشكل جلي مع اليونان( والدول أذعنت بشكلٍ متزايد للتفاوتات الاجتماعية والأضرار البيئية مثلما حدث مع انسحاب رؤساء الولايات المتحدة من بروتوكولات بيئية عالمية، وهو ما فعله الرئيس بشــأن تغيّر المناخ، والرئيس دونالد ترامب مع " كيوتو " جورج بوش مع بروتوكول .) 39 اتفاقية باريس للمناخ( ورغم اختلاف حدة ردود الفعل تجاه المؤسســات والمنظمات الدولية، فالمؤكد أن الجائحة أثرت ســلبًا على العلاقات الإقليمية والدولية، ومثّلت جرس تذكير للدول بعمق ترابطها واحتياجاتها المتبادلة، وهو ما قد يؤدي مســتقبً إلى ردّ فعل عكســي وميل نحو تعزيز الجهود الأحادية. وقد صدرت عدة تصريحات عن مسؤولي الدول، خاصة من الدول الأوروبية التي عانت بشدة تداعيات الجائحة. فعلى سبيل المثال، قصة " نفى الرئيس الصربي ألكســندر فوتشــيتش وجود تضامن أوروبي، معتبرا إياه ). مــن جانب آخر، حذّر الرئيس الفرنســي إيمانويل ماكرون من انهيار 40 ( " خياليــة ما لم يدعم الاقتصادات المدمرة ويساعدها " كمشــروع سياســي " الاتحاد الأوروبي ). في النمسا، نُقِلَ عن المستشار سيباستيان كورتز قوله: 41 على التعافي من الجائحة( .) 42 ( " بعد أن تنتهي الأزمة، ســتكون هناك قرارات صعبة داخل الاتحاد الأوروبي " وبذلــك، فإن الاتحاد منقســم ومُخيِب للآمال، ودولــه الأعضاء لم تكن قادرة على

Made with FlippingBook Online newsletter