العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 106

تقديم المســاعدة لجيرانها الذين يتشــاركون معهم قيمًا كثيرة، كما فشــل قادته في توظيف معرفتهم وخبراتهم في إعداد خطط لمكافحة الجائحة. جديــر بالذكر هنا أن دراســة تجربة انتشــار فيروس إيبولا في غــرب إفريقيا خلال مفيدة في هذا المجال، حيث كان أحد العوامل التي أسهمت في نجاح 2014 العام احتواء تفشيه هو تماسك العلاقات الدولية والدبلوماسية، جنبًا إلى جنب مع الدعم ، فمن الواضح أن للجيش دورًا 19 العسكري. إلا أن هذا ليس هو الحال مع كوفيد- لوجيســتيّا، ولكن غالبًا ما تكون القــوة الناعمة والعلاقات الدولية فعالة بقدر فعالية القوة الصلبة عندما يتعلق الأمر بالأمن الصحي، أو عندما تُقدّم المساعدات العسكرية ). فكانت إحدى المفارقات 43 والدبلوماسية الإنسانية كشكل من أشكال القوة الذكية( أن دولا أوروبية، مثل هولندا وســلوفاكيا وإســبانيا والتشيك 19 خلال أزمة كوفيد- وإيطاليا، اســتغاثت بالصين لمســاعدتها على مواجهة تفشي المرض، بعدما خذلتهم ). إن حقيقة أنه كان عليهم أن يطلبوا المســاعدة 44 دول الاتحاد الأوروبي الأخرى( من دولة مثل الصين، خصمهم في الأمن والسياســة، بل وأنهم تلقوا المساعدة التي طلبوها على الفور، يعكس مدى اليأس الذي وصلوا إليه. أما الصين فقد تعاملت مع الموجة الأولى من الجائحة بنجاح، مما مكّنها -وســيُمكّنها مســتقبلا- من استخدام هذه التجربة لصالحها. لقــد اتخذت الصيــن المركز الأول فيما يتعلق بإعادة إنعــاش الاقتصاد، وهي تقود الأبحــاث الطبية ذات الصلة بالأزمة. وقد اســتخدمت بالفعل هــذه الميزة للدعاية خارجيّا بطريقة ذكية لتعزيز مكانتها السياســية. ويمكن للصين الاستفادة من الضعف الاقتصادي والمالي للدول المتضررة لخلق تبعيات، ليس فقط في إفريقيا ولكن أيضًا )، خاصة 45 في أوروبا، عبر مساعداتها الإنسانية ودعمها للبنية التحتية الاستراتيجية( مــع زيادة الطلب علــى مواردها. وفي ظل عدم وجود معلومــات، يبدو أن الصين تتعامل مع الأزمة بشــكل فعال، بعد إعلانها عن انتشــار المرض متأخرًا والصمت حيال ذلك. ويبدو أن أساليب المراقبة والقمع قد أظهرت فعاليتها، على الرغم من أنها للرأسمالية الأوتوقراطية/ " كانت مكلفة للاقتصاد. وبذلك، قد يكون النموذج الصيني جذابًا لبعض الدول الأخرى، ولكــن قد يكون من الصعب جدّا تنفيذه. " المســتبدة ولكن، حتى من دون اتباع النموذج الصيني، فقد اختُبِرَ حلّ مراقبة المواطنين والحد .) 46 من حريتهم في التنقل(

Made with FlippingBook Online newsletter