| 134
ثانيًا: الذكاء الاصطناعي والمستخدم الرقمي إن الحضور الطاغي للرقمنة في الفضاءات الإعلامية أدى إلى تحول المتلقين للرسائل التواصلية الإعلامية من مجرد أفراد جمهور مخصوص (قرّاء، مستمعين، مشاهدين) إلى مســتخدمين لهم القدرة على التفاعل مع المحتوى واستخدامه من خلال نسخه وتخزينه ومعالجته وإعادة اســتخدامه في إعداد رســائل أخرى. ولم تقتصر أدوارهم علــى التلقي والتفاعــل بإبداء الرأي والتعبير عن الموقــف والاتجاه، بل تعدته إلى القيــام بأدوار الإلقاء وتقديم المحتوى الإعلامي الذي يضاهي ما يقدمه المحترفون. ويتعــزز هذا التحول من خلال تنامي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف أنواع التواصل الإنســاني، وعلى رأسها التواصل الاجتماعي الرقمي والتواصل الإعلامي. وهذا ما يدفعنا للبحث عن خصائص المستخدم الرقمي وحاجياته التي يسعى الذكاء الاصطناعي لتلبيتها. أ- خصائص المستخدم الرقمي يتمايز المستخدم الرقمي عن متلقي الإعلام التقليدي بما يوفره له الذكاء الاصطناعي من فعالية في الوصول إلى المعرفة والتعاطي معها، مصحوبًا بالخصائص التالية: . القدرة على الاستفادة من الإمكانيات التواصلية الهائلة التي توفرها شبكة الإنترنت، 1 ممثلة في: التراســل عبر البريد الإلكتروني، وتصفح مواقع الويب، والاشــتراك في شبكات التواصل الاجتماعي، والتخاطب والتحادث عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات المكالمات الصوتية والفيديوية، والبحث الشــامل عن المعرفة باســتخدام محركات البحث عبر شــبكة الويب أو في وســائل التخزين المدمجة في الأجهزة أو الملحقة بها. . وفرة البرمجيات ســهلة الاســتخدام، والتي تمكّن المستخدم الرقمي من معالجة 2 الوســائط التواصلية وتصميمها وإنتاجها ونشــرها عبر مختلــف المنصات والبيئات الرقمية. . القــدرة العاليــة على التفاعل انطلاقًا مما توفره شــبكة الويب لمنتجي المحتوى 3 من فرص تمكين المستخدم من الإدلاء بدلوه فيما يتلقاه. وبفضل محركات البحث التي قطعت شــوطًا طويً في استخدام الذكاء الاصطناعي، لا يعجز المستخدم عن إيجاد المحتوى الملائم للتعبير به عن تفاعله من خلال النسخ/اللصق أو التمرير أو الإحالة باستخدام الروابط المتشعبة.
Made with FlippingBook Online newsletter