العدد 11 – أغسطس/آب 2021

137 |

لمخاطر نشر محتوى تعرّض للتزييف العميق المستند إلى سهولة استخدام البرمجيات في معالجة الوســائط وتزييف محتواها وشــكلها لدرجة يصعب كشفها إلا من لدن المحترفين المسلحين بالبرمجيات والعتاد اللازمين. ثالثًا: تحوّل بعض الصحافيين من البيئة التقليدية الورقية إلى البيئة الرقمية دون التعرّف علــى خصائص الصحافة الإلكترونية المســتمدة من خصائــص الويب، وما يقتضيه ذلك من أســاليب جديدة في الكتابة وضــرورة إيجاد فنون تحريرية جديدة متناغمة مع التواصل عبر الشاشــات المرتبطة بالإنترنت والويب. فالاستمرار في الكتابة وفقًا للأساليب القديمة يُفقِد الصحافة الإلكترونية فعاليتها وقدرتها على إنتاج محتوى قادر على مجاراة المحتوى الرائج عبر شــبكات التواصل الاجتماعي، والذي تهيمن فيه الوسائط المتعددة وسهولة التلقي وجاذبية التفاعل وإمكانية التمرير وإعادة الاستخدام. رابعًا: الاستعداد للسير في دروب الذكاء الاصطناعي الذي يُهدّد بحلول الآلة محل الإنســان، أو علــى الأقل الإنابة عنه فــي الأعمال القائمة على الســرعة والإحاطة والحفظ والانتقاء والدقة والقدرة الفائقة على الاســترجاع من الذاكرة. إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحافي تُهدّد بنزع القدسية الإبداعية التي تدثّرت بها الصحافة لقرون؛ الأمر الذي يجيز الاستغناء عمن يقتصر عملهم الصحافي على كتابة الأخبار الراتبة التي تكون مصادرها، كذلك، رقمية ومعتمدة على الذكاء الاصطناعي. . تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحافة الإلكترونية 3 لم تقتصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحافة الإلكترونية على تقديم الدعــم للبيئة الرقمية التي تعمل فيها الصحافة الإلكترونية، بعدما تعدّته إلى الدخول في الصميم والتأثير المباشر في صناعة المحتوى. ذلك أن الذكاء الاصطناعي الذي يســتهدف حلول الآلة محلّ الإنسان، تجاوز العمل الروتيني (مثل الرد التلقائي على الرسائل الإلكترونية واقتراح المواضيع الأكثر قربًا من المتلقين-المستخدمين...) إلى كتابــة الأخبار وترك هامش للمحررين لتعديلها واتخاذ القرار بنشــرها، أو تحريرها ونشــرها تلقائيّــا. فقد بــدأت تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالاســتحواذ على العمل البسيط الذي كان يقوم به الصحفيون سابقًا؛ حيث أصبحت كتابة البيانات الصحفية .) 6 والأخبار الترفيهية وأخبار خدمات الطوارئ مؤتمتة( لقد أدى تدخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحافي إلى ظهور مفهوم Matt )، والتي يعرّفها مات كارلسون ( Automated Journalism ( " الصحافة المؤتمتة "

Made with FlippingBook Online newsletter