العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 16

. موقف القانون الدولي من الاستيطان الإسرائيلي 2 يمكن اعتبار الاستيطان أهم الركائز التي استند إليها المشروع الصهيوني لإقامة دولة إسرائيل، وقد بدأ قبل النكبة بعقود لتوفير الإقليم لدولة الاحتلال الموعودة، إلا أن ، لتستولي إسرائيل بذلك على 1967 وتيرته عرفت تسارعًا بعد حرب يونيو/حزيران كل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى الرغم من أن الاستيطان خرق سافر لقواعد القانون الدولي بما فيها قرارات المنظمات الدولية، فإن إسرائيل مستمرة في سياستها حاولت الحركة الصهيونية الاســتيلاء على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية عن طريق تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين، وقد ساعدهم في ذلك عوامل سياسية كثيرة، مثل وعد بلفور والانتداب البريطاني على فلسطين (أو ً)، إلا أنها لم تستولِ إلا على ، وبعد حرب الستة 1967 نسبة ضئيلة من المساحة الإجمالية من فلسطين حتى حدود أيام، استطاعت إسرائيل الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية (ثانيًا). 1967 أو ً: قبل عام الاستيطانية وكأنها دولة فوق القانون. أ- التطور التاريخي للاستيطان الإسرائيلي يرتبط الاســتيطان الإســرائيلي في الأراضي الفلســطينية ارتباطًا وثيقًا بمجموعة من الأيديولوجيات الدينية التي تعود إلى مفهوم إسرائيل، أو الحدود التوراتية لدولة يهود، أنا ســأعطيك أنت وذريتك " حيث جاء في الكتب اليهودية أن الرب قال لإبراهيم: . كما استمدت فلسطين المكانة الدينية لدى اليهود " أرض كنعان للاستملاك إلى الأبد من الحنين اليهودي إلى جبل الهيكل الذي أقام عليه النبي ســليمان معبدهم الأول قبل الميلاد. وقد تمّ تفسير هذه 587 ودمره الملك الكلداني نبوخذ نصر الثاني عام الأيديولوجيات وفق منطق سياسي من طرف رواد الحركة الصهيونية المشاركين في ، في مدينة بازل السويســرية، بزعامة ثيودور 1897 المؤتمــر الصهيوني الأول عــام )، الأمر الذي يفسر رفضهم أي مقترح لقيام دولة لهم في Theodor Herzl هرتزل ( .) 1 أي مكان غير فلسطين باعتبارها أرض الميعاد( ويمكن اعتبار نابليون بونابرت أول زعيم سياسي أوروبي يصدر دعوة رسمية لليهود من أجل إقامة دولة لهم في فلسطين بعد حملته على مصر نهاية القرن الثامن عشر، في

Made with FlippingBook Online newsletter