35 |
ثانيًا: العوائق التي تحد من فعالية المحكمة الجنائية في محاربتها لجريمة الاستيطان تقف أمام معاقبة المسؤولين عن الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها جريمة الاستيطان، العديد من العوائق التي يمكن أن تجعلهم في مأمن من أي نــوع من أنواع العقاب أمــام المحكمة الجنائية الدولية. وهي عوائق ذات طبيعة قانونية ترتبط بنظام روما نفســه، وسياســية مرتبطة بالسياســة الدولية وما تعرفه من ازدواجية للمعايير في التعامل مع القضايا الدولية، وخاصة القضية الفلسطينية. - عوائق ذات طبيعة قانونية يتضمــن نظام روما مواد قانونية تحد من فعالية المحكمة الجنائية الدولية في معاقبة مرتكبي الجرائم الدولية، كجريمة الاستيطان باعتبارها جريمة حرب مستمرة في حق الفلســطينيين وناتجة عن سياسة اســتيطانية تديرها حكومة الاحتلال، وتشجع عليها لســلب المزيد من الأراضي المحتلة وضمها إلــى إقليمها في أي مفاوضات للحل النهائي. وأولى هذه المواد تلك التي تربط مجلس الأمن كهيئة سياســية بالمحكمة الجنائية الدولية، وتجعل من هذه الأخيرة خاضعة للتأثيرات السياسية للدول العظمى .) 68 وحلفائها، خاصة الدول الدائمة العضوية في المجلس( وقد دارت خلافات قوية بين وفود الدول المشــاركة في مناقشــات النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك بسبب محاولة الدول -خاصة ذات السجل الحافل بانتهاكات قواعد القانون الدولي الإنساني، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وإســرائيل- الضغط وبقوة لإنشــاء محكمة تســتجيب لمصالحها القومية ولا تُعرقل مطامعها المســتقبلية. وقد نجحت هذه الدول بالفعل في تضمين نظام روما العديد من النصوص والقواعد التي تنسجم وتتوافق مع طموحها وإرادتها، وهو ما أشار إليه رئيس الوفد الأميركي إلى مؤتمر روما، ديفيد شيفر، في خطابه أمام لجنة العلاقات ، من أن من بين الأهداف التي 1998 يوليو/تموز 23 الخارجية بمجلس الشيوخ يوم حققناها في النظام الأساسي للمحكمة ما يلي: - نظامــا محققا للتكامل بين الاختصاص الوطنــي والاختصاص الدولي مما يؤمن حماية أفضل. - الحفــاظ على دور مجلس الأمن التابــع للأمم المتحدة، بما في ذلك تأكيد نفوذ .) 69 ( " هذا المجلس في التدخل لوقف عمل المحكمة
Made with FlippingBook Online newsletter