| 56
تمهيد يناير/كانون الثاني 20 انتهت الفترة الرئاســية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ، والــذي منــذ مجيئه وحتى رحيله من البيت الأبيض، وهو ينتهج سياســات 2021 الصــدام والمواجهة مــع الجمهورية الإســ مية الإيرانية. فقد أعلــى من خطابات الاســتعداء، ورفض مسارات تمكين الدبلوماسية والحوار التي انتهجها سلفه، باراك أوباما، وكذلك كل ما نتج عنها سواء من اتفاق نووي أنهى بدوره التقدم الإيراني نحو امتلاك السلاح النووي، أو من تصاعد وحضور إيراني في المحيط الإقليمي. وفضّلت إدارة ترامب ممارسة سياسة الضغوط القصوى بلا هوادة في أكثر من اتجاه؛ فانسحبت ، وفرضت عقوبات اقتصادية 2018 واشنطن منفردةً من الاتفاق النووي، في مايو/أيار شــديدة القســوة على طهران، وبالأخص تلك التي طالت قطاعيها النفطي والمالي، وكذلــك العديد من مســؤوليها البارزين بمن فيهم المرشــد الأعلــى، آية الله علي خامنئي. واســتهدفت تقليص أدوار حرســها الثوري بتضمينه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، ونفّذت الإدارة عمليات اغتيال سياســية استهدفت قادة إيرانيين أو موالين لإيران من الصفوف الأولى، كل ذلك كان ســعيًا لإرغام طهران على الجلوس على طاولة المفاوضات وتوقيع اتفاق جديد يشمل ملفات أخرى بجانب برنامجها النووي، وتقييد نشــاطها ودحر تأثيره في مناطق نفوذها، وهو ما لم يحصل حتى انتهاء مدته الرئاسية. . اعتبارات منهجية 1 أ- مشكلة الدراسة الضغط المتواصل " في سياق ما نفذته إدارة ترامب من سياسات اتسمت في مجملها بـ ، تهتم هذه الدراســة بالإجابة على ســؤال رئيس، " لأقصى مدى وفي أكثر من اتجاه وهو: هل كانت سياســات إدارة الرئيس، دونالد ترامب، جزءًا من الســياق الأميركي ، أم أنها ســجلت 1979 العــام المتضــاد مع إيران منذ اندلاع الثــورة الإيرانية عام خصوصية أو نموذجًا مغايرًا في تاريخ الحالة الصراعية بين البلدين؟ وينبثق عن هذا التساؤل عدد من التساؤلات الفرعية، وذلك على النحو التالي: - ما طبيعة وحدود ومسبّبات تطور الحالة الصراعية بين أميركا وإيران؟
Made with FlippingBook Online newsletter