العدد 11 – أغسطس/آب 2021

63 |

تصدير الأســلحة إلى إيران وتجميد الأصول المالية لثمانية وعشــرين إيرانيّا مشــتبه .) 21 بعلاقتهم بالبرنامج النووي( ولكن مع وصول الرئيس، باراك أوباما، حصل تغير كبير يتضاد والســلوك الأميركي العام مع إيران؛ إذ لم يعتقد أوباما بجدوى سياســات المواجهة وإطلاق التهديدات، وتوجيــه الخطابــات العدائية، والاعتماد على الوســطاء للحدّ من اســتكمال إيران لبرنامجهــا النــووي أو رعايتهــا للإرهاب -على حدّ وصفــه- أو حتى عدولها عن )، وإنما تبنّى سياســات انتهجت الدبلوماسية والحوار، والعمل 22 تطلعاتها الإقليمية( علــى إعادة بناء جدران الثقة المفقودة؛ وذلك باســتهدافه رفــع كُلفة مواصلة إيران لبرنامجها النووي مصحوبًا في الوقت نفسه بجملة من المحفزات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية، التي يمكن أن تحصل عليها طهران في حال غيّرت من سلوكها. ولم تكن سياســات الرئيس أوباما تجاه إيران بديلة عن فلسفة القوة ومضامينها التي تنتهجها في الغالب الإدارات الأميركية، فقد اتبعت أيضًا سياسة فرض العقوبات على أنواعها، ســواء تلك المتعلقة بالاستثمار وغســيل الأموال وتقييد قطاعات اقتصادية كالســيارات، أو ذات الارتباط بالكيانات الإيرانية كالحرس الثوري وقوات الباســيج وقوات إعمال القانون، ولكنها سياسات ركّزت على إعادة الاتزان للسياسة الأميركية، دون إحداث تغييرات جوهرية أو بنيوية في الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران، وإنما تعديل للســلوك المتبع، وإعادة ترتيب للأولويات، وتقديم صياغات ومحاور وآليات ذات سمات مرنة تتقدمها قيم العمل المشترك، للوصول إلى الأهداف المراد الوصول )؛ إذ حققت سياسات أوباما أهدافها تجاه إيران، وذلك بإيقاف تقدم برنامجها 23 إليها( . 2015 يوليو/تموز 14 النووي، وإخضاعه للرقابة الدولية بتوقيع الاتفاق النووي، في . سياسات إدارة ترامب ودوافعها تجاه إيران 3 ، 2017 منذ أن تولى الرئيس، دونالد ترامب، مهامه الدستورية، في يناير/كانون الثاني ، وكان متبنيًا لأهداف استراتيجية اتسمت في 2021 وانتهائها، في يناير/كانون الثاني مجملها بالتشدد تجاه طهران، وهو ما لم يختلف عن غالبية الإدارات الأميركية السابقة حتى الرئيس الأسبق، باراك أوباما، الذي اتفق مع سابقيه في الأهداف، ولكنه اختلف في طرقه للوصول إليها.

Made with FlippingBook Online newsletter