العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 64

أ- الأهداف الاستراتيجية لإدارة ترامب كان الرئيــس ترامب قد أطلق اســتراتيجيته تجاه طهران، في أكتوبر/تشــرين الأول ، والتي أكدت بحسب بنودها، العودة مرة أخرى إلى حالة الصراع بين الطرفين، 2017 تلك الحالة التي أخذت قســطًا من الهدوء خلال إدارة الرئيس أوباما؛ وذلك بتبنيها سياســات الصــراع والمواجهــة، وارتكزت على مجموعة مــن الأهداف، يمكن أن :) 24 نوجزها على النحو التالي( - حرمان النظام الإيراني بكافة الوسائل الممكنة من امتلاك السلاح النووي. - تحييد نفوذ الحكومة الإيرانية في المنطقة، وتقييد عدوانها المزعزع للاستقرار. - تجفيف مصادر التمويل للحرس الثوري الإيراني، وحشد المجتمع الدولي لإدانته فيما يتعلق بقضايا انتهاكات حقوق الإنسان ضد المواطنين الإيرانيين والأجانب. - تقييد دعم إيران للإرهاب بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها. - إعادة صياغة حركة التحالفات التقليدية والشراكات الإقليمية ضد التخريب الإيراني. - العمل على مواجهة تهديدات منظومة صواريخ إيران الباليستية وأسلحتها الأخرى. وفي الســياق ذاته، لم تخرج وثيقة الأمن القومي، التي أقرّتها الإدارة الأميركية، في ، عــن الإطار الســابق؛ إذ كانت إيــران حاضرة ضمن 2017 ديســمبر/كانون الأول فحواها، والتي عكســت صورة متشــددة تجاه إيران بتركيزها على ما تُمثّله الأخيرة من خطر متزايد على المصالح الأميركية، وكذلك على حلفائها وأمن منطقة الشــرق الأوســط واســتقرارها بشــكل عام؛ إذ أوجزت الوثيقة الخطــر الإيراني في وصفه النظام الديكتاتوري الســاعي إلى تقويــض المنطقة وزعزعة أمنها، ويُهدّد الحلفاء " بـ .) 25 ( " الأميركيين، ويرتكب الأفعال الوحشية بحق شعبه وقد كانت هذه الوثيقة وتلك الاســتراتيجية، من حيث الشــكل أقرب في العديد من عناصرهــا للمتعارف عليه من مخرجــات الإدارات الأميركية المتعاقبة تجاه طهران؛ فهي ذاتها الأهداف التي طالما كانت تسعى لأجلها غالبية الإدارات الأميركية، خاصة منذ بداية الألفية الجديدة وانكشاف البرنامج النووي الإيراني، ولكن الاختلاف -كما يكمن في التفاصيل وآليات التنفيذ- يتمثّل في المسارات والخطوات المتبعة لكيفية تحقيق الأهداف. فقد اعتقدت إدارة الرئيس ترامب، دون الرئيس أوباما -كما أسلفنا- أن سياسات المواجهة والتشدد والدفع بالعقوبات القاسية بلا سقف، ربما تُمكّنه من إجبــار طهران على الجلوس مرة أخــرى للتفاوض وتوقيع اتفاق جديد، وهو ما لم

Made with FlippingBook Online newsletter