العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 72

). ورغم ما أعلنته الولايات المتحدة 47 ( 2020 أكتوبر/تشــرين الأول 18 الحظر في مــن دخول عقوبــات الأمم المتحدة حيز التنفيذ مجددًا، وأن عدم تنفيذ الدول لهذه )، وهو مــا مثّل تهديدًا صريحًا للحلفاء 48 العقوبات ســوف تواجَه بعواقب وخيمة( 18 مــن الدول الأوروبية وغيرها، ومحاولة لفرض السياســات جبــرًا، فإنه في يوم أكتوبر/تشــرين الأول انتهت قانونيًا جميع قيود اســتيراد وتصدير الأسلحة من وإلى إيران، وكذلك جميع الإجراءات والخدمات المالية ذات الارتباط، وقد نتج عن ذلك الإخفاق في ردع إيران وعزلها وفشــل واشــنطن في إقناع مجلس الأمن بتمديد قرار الحظر، أن استقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران، برايان هوك. ويبدو مما ســبق، أن ترامب انتهج تجاه الملف النووي الإيراني ســلوكًا مغايرًا عن سابقيه بتبنيه معالجة قائمة على فرض السياسات جبرًا، والابتعاد عن مفردات التوافق الدولي والعمل المشترك ومراعاة مصالح الحلفاء، فنتج عن ذلك اهتزاز لمكانة بلاده كدولة عظمى، فضً عن عدم تحقيقه لأي من أهدافه، سواء توقيع اتفاق نووي جديد أو دفع طهران إلى الانســحاب منه، وإنما كان الانســحاب مكلّفًا دبلوماسيّا لأميركا بأن وضعها فيما يشبه العزلة الدولية؛ إذ أخفقت في تقييم نتائج الانسحاب، وقياس مدى تأثيره سواء على طهران أو بقية الأطراف الموقعين على الاتفاق. ولــم يقتصر الأمر عند حدود الآثار أعلاه، وإنما نتج عن الانســحاب الأميركي من الاتفاق النووي أن تهدّمت جدران الثقة التي حاول ترميمها الرئيس أوباما مع النظام الإيراني، وكانت أحد العوامل المهمة في تحفيز الإيرانيين ناحية توقيع الاتفاق النووي . واتســعت وتنوعت كذلك العقوبات الأميركيــة المفروضة على إيران، 2015 عــام والتي ســوف نرصدها لاحقًا. وفي المقابل، تراجعت إيران عن العديد من التزاماتها الدوليــة بموجب الاتفاق النــووي، وكان آخرها حتى كتابة هذا البحث، في أبريل/ )، وذلك 49 (% 60 بنسبة تصل إلى 235 ، بإعلانها إنتاج نظير اليورانيوم 2021 نيسان فــي الوقــت الذي تُجرى فيه المفاوضات في فيينا مــن أجل إحياء الاتفاق النووي. وبالتالي، فإن إدارة الرئيس، جو بايدن، الســاعية للعودة إلى خطة العمل المشــتركة، وبدأت في إجراء محادثات غير مباشــرة لإنقاذها تحت إشــراف الاتحاد الأوروبي، وحاولت إعادة ترميم جدران الثقة والحد من التوترات مع النظام الإيراني -من خلال اتخــاذ بعض الخطوات ذات المغزى الدبلوماســي كتخفيف القيود المفروضة على )، والإقرار الرسمي 50 تنقلات الدبلوماسيين الإيرانيين المعتمدين في الأمم المتحدة(

Made with FlippingBook Online newsletter