صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

كما بذلت الياابن جهودا كبرية لرأب الصدع الذي خلفه انسحاب إدارة ترامب من اتفاقية الشراكة عرب احمليط اهلادي، م ن خالل مبادرهتا بوضع ما يعرف بـ"االتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة العابرة للمحيط اهلادي" (TPP11) ، الﱵ أصبحت سارية املفعول ﰲ 30 ديسم / رب كانون اﻷول 2018 ، ورغم استثناء الوالايت املتحدة اﻷمريكية منها، بقيت االتفاقية ﲢظى بقوة نسبية هامة بضمها لـ 11 دولة، يبلغ عدد سكاهنا 500 مليون نسمة، ويبلغ الناتج احمللي اإلمجاﱄ لدوهلا ﳎتمعة ﳓو 10 تريليو ت ان دوالر، وقيمة التجارة السنوية ﳓو 5 تريليو ت ان دوالر، وانتقل مركز القوة فيها من واشنطن إﱃ طوكيو، الﱵ احتضنت ثالثة من االجتماعات اﻷربعة لكبار املسؤولني ﰲ االتفاقية، وهو ما منح دفعة قوية للدبلوماسية االقتصادية الياابنية على حساب اﻷمريكية (1) . وترى أسرتاليا أن استعمال اهلندوابسيفيك مفهوما جديدا لتعريف امل نطقة خل فا لسلفه آسيا احمليط اهلادي، ﳛتاج إﱃ هيكل اقتصادي يؤطره، ﻷنه منذ عقود كانت املؤسسات والتنظيمات ﻷبي حمليط اهلادي مثل اآلسيان وا االقتصادية ﰲ آسيا ا ك، تضمن التعاون املستدام ﰲ املنطقة، وانتشار اعتماد متبادل تعاوﱐ ﳛسن العالقات بني الدول، ومينع ﲢ وهلا إﱃ أمناط صراعية، ولكي تتحول اهلندوابسيفيك إﱃ منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، فإن ذلك ال ميكن أن يتم مبعزل عن وجود تصور اقتصادي واضح وواسع هلذا املفهوم اﳉديد ( 2 ) . متاشي ا مع و أسبقية توجهها ﳓو اهلندوابسيفيك، أدخلت اﳊكومة اﻷسرتالية تعديالت تنظيمية على عدد من وزاراهتا الستيعاب إطار العمل اﳉديد، فمثال وزارة الشؤون اﳋارجية والتجارة، أنشأت ﳎموعة شاملة جديدة للهندوابسيفيك، وأسست أيضا فرعا ج يواقتصاداي لتتبع حركية التجارة اﻷسرتا لية واالستثمارات اﳋارجية املباشرة ﰲ املنطقة، وخاصة تعزيز عالقاهتا االقتصادية مع اهلند ودول اآلسيان، ﰲ إطار إسرتاتيجيتها للتعامل مع ما أمسته الواثئق اإلسرتاتيجية اﻷسرتالية ابلقرن

1 - وانانابي بوريزومي، "انعكاسات اتفاقية الشراكة االقتصادية اإلستراتيجية عبر المحيط الهادي على اليابان واالقتصاد العالمي"، موقع اليابان بالعربي، 11 إبريل/نيسان 2019 ، شوهد يوم 12 ديسمبر/كانون ا ول أل : 2022 في https://www.nippon.com/ar/currents/d00472/ 2- Jeffrey D. Wilson, Investing in the economic architecture of the Indo-Pacific,Indo-Pacific Insight Series, Vol 8, (Australia, Perth USAsia Centre, August 2017). p. 13.

165

Made with FlippingBook Online newsletter