ابن، لذلك الوقت، فهما عضوان ﰲ اﳊوار الرابعي اﻷمﲏ إﱃ جانب اهلند واليا فما ﳛدث ﻷسرتاليا ابلضرورة له انعكاساته الكبرية على قوة الوالايت املتحدة ﰲ املنطقة ( 1 ) . وسيكون االتفاق مربرا آخر الستمرار متيز العالقات الصينية اﻷسرتالية مبا تعودت عليه من توترات وعدم استقرار، فاﻷمر هذه املرة ال يتعلق فقط ﲞالفات جراء تصرﳛات دبلوم اسية، أو بعقوابت متبادلة ﰲ اﳉانب االقتصادي، ﻷن كليهما سيسعيان إلبقائها ﰲ حدود معينة لعدم اإلضرار مبصاﳊهما املتبادلة بشكل كبري، بل يتعلق بتهديد تراه الصني خطريا وغري مسموح به ﻷمنها، وﻷهدافها اإلسرتاتيجية ﰲ املنطقة، فامتالك أسرتاليا لذلك النوع من الغ واصات مينحها رافعة ﰲ وجه أي عقوابت صينية، كما مينحها القدرة على الوصول إﱃ مناطق العمليات البحرية الصينية، وا ملناطق املتنازع عليها ﰲ ﲝر الصني اﳉنويب، وحﱴ مضيق ملقا، عن طريق تسيريها لدورايت طويلة املسافات، ابلشراكة والتعاون مع الوالايت املتحدة اﻷمريكي ة، وبقية القوى املعادية للصني ﰲ املنطقة، وهو ما ال تتقبله بكني الﱵ عربت ﰲ عدة مناسبات وﰲ عدة تقارير إسرتاتيجية، عن عدم ترددها ﰲ استعمال القوة ﳊفظ مصاﳊها اﻷساسية إن تطلب اﻷمر ذلك. تسبب اتفاق أوكوس عموما ﰲ قلق صيﲏ، من كونه مؤشرا قواي على مدى تصميم الوالايت املتحدة اﻷمريكية على احتواء ومواجهة التطورات العسكرية والسياسات الصينية ﰲ املنطقة، وتوقيع االتفاق هو منوذج عما يعرف ﰲ العالقات الدولية بـ"اإلشارة املُكلفَة" (Costly Signal) ، الﱵ تعﲏ إرسال إشارة ينتج عنها تكاليف معتربة للمرسل إليه، قد تتضمن إلزام فاعل ما ابلتقيد أبفعال وسياسات معينة، ﲝيث تكون عواقب الرتاجع عن تلك اﻷفعال والسياسات أو ﳏاولة تغيريها وخيمة، فضال عن توﱄ مسؤوليات ﲢمل التكاليف املستقبلية املرتبطة بتلك اإلش ارة، واتفاق أوكوس بعث
1 - علي حسين باكير، "الحسابات األسترالية بين الصعود الصيني والتراجع األمريكي"، سلسلة تقارير الجزيرة، مركز الجزيرة للدراسات، 11 فبراير/شباط 2014 ، شوهد يوم 25 ديسمبر/كانون األول 022 2 في: https://studies.aljazeera.net/en/node/3806
197
Made with FlippingBook Online newsletter