يتضح بعد عرض مقارابت ﳐتلف دول الرابعي اإلسرتاتيجي، أو القوى الرئيسية ﰲ اهلندوابسيفيك الوالاي ت املتحدة اﻷمريكية والياابن واهلند وأسرتاليا، اشرتاكها وتقاطعها ﰲ عدة نقاط، و تعارضها واختالفها ﰲ عناصر ومنطلقات أخرى. تشرتك الدول اﻷربع ﰲ أمهية العوامل املعيارية ﰲ تشكيل وبناء املنطقة، فكما هو مالحظ ﰲ ﲢليل مقاربة كل منها للهندوابسيفيك، فهي تؤكد على التعاون مع الدول الﱵ تتقاسم نفس القيم واملعايري، وعلى رأسها الدميقراطية، مما جعل البعض يصف اهلندوابسيفيك بتجمع الدميقراطيات، وحرص تلك الدول على جعل العامل الدميقراطي عنصر متاسك سياساهتا وإسرتاتيجياهتا، وذلك إﱃ جانب إقرار ومحاية قيم أخرى، مثل اإلميان بفكرة هندوابسيفيك حرة ومفتوحة ومتكاملة، وضمان ملنطقة. حرية املالحة والتحليق، وإنفاذ قواعد القانون الدوﱄ، وبناء نظام دوﱄ قائم على القواعد ﰲ ا ويسود تناغم ﰲ عدد من اﻷهداف واملصاحل اﳉامعة لدول الرابعي اإلسرتاتيجي، وعلى رأسها السعي لضمان اﻷمن البحري ، ومحاية خطوط املواصالت البحرية اﳊيوية لتلك الدول، نظرا إﱃ مرور نسبة كبرية من صادراهتا ووارداهتا، سواء السلعية أو الطاقي عن ال ة عرب تلك الطرق البحرية، فض كوهنا مسارا ﻷساطيلها وقطعها البحرية العسكرية املنتشرة هناك. وتشكل الصني اهلاجس املشرتك ﳉميع تلك الدول، حﱴ إ ن هنالك من يرى أن ﲣيل وتصميم نطاق اهلندوابسيفيك، هو استجابة للتحدايت الﱵ أصبح ميثلها الصعود الصيﲏ، وتنامي الطموحات واملشاريع الصينية االقتصادية والعسكرية ﰲ املنطقة وخارجها، وكل دولة من دول الرابعي اإل سرتاتيجي ترى ﰲ الصني هتديدا ملصاﳊها بشكل أو آبخر، غري أنه هنالك ما يفرق بينها ﰲ هذه النقطة، وهو تباين درجة وكيفية إدراك التهديد الصيﲏ بني تلك الدول، فالوالايت املتحدة اﻷمريكية هي اﻷكثر تطرف ا ﰲ عدائها واستنكارها للخطط والسياسات الصينية ﰲ املنطقة و العامل عموما، أما بقية الدول أي الياابن واهلند وأسرتاليا، فتبدو أكثر حذر ا ﰲ استعداء الصني أو استفزازها، وﲢاول إحداث نوع من املوازنة بني عوامل التباعد والصراع معها، وعوامل التقارب الﱵ ﲡد ﰲ املصاحل التجارية واالقتصادية الكبرية مع بكني، مالذ ا لتخفيف حد ة الصراعات، والعمل على إﳚاد أرضية
97
Made with FlippingBook Online newsletter