اللجوء في التراث الإسلامي ومنظومة القانون الدولي والعربي

ً وكان أحيان ً ا يتم توكيد الجوار بأن يأك ل الجار من طعام المجير، ومن ذلاك ً حين استجار معاوية بن اوارث الجشمي بالبجلي فأجاره، ثم طلب منه توكياد ً ا ً لذلك فقدم إليه تر ً ا، فأكل منه ( 1 ) .

نلاحا هنا أن عقد الجوار لم يكن يلزمه الكثير من الإجراءات والتعقيادات بل كانت إ جراءاته بسيطة، مثل بساطة حياتهم ؛ فبمجرد أن يطلب المستجير جوار

ً تلبيته، انطلاق  خير القدرة على ذلك فإنه يسارع  د ا أحد من الناس و ً ا مان ً خلاق، وخوف  المروءة وكرم ا ً ا من المذمة والقدح إن هو رف . إعلان الجوار حالة خلعها لفرد من أفرادها فإنها كانت تعلان  وكما كانت العر تعلن إجارتها ِّ للمستجيرين، وكان المجير يعلن جواره على ملأ من الناس ليكونوا على بي ِّ نة ذمته وحماه كأنه فرد من ذوي قرابته، يتمتع  مر. وبذلك يصبح المستجير  من ا  ً يز القبيلة ذلك إقرار ماية عائلية أو قبلية. و ً الجوار، ويصبح هاذا  ق الفرد  ا ً الفرد واجب اوماية منهم جميع ً ا ً ، فقد أصبح لهم جار ً ا، وحينئذ يتحاشاى النااس الإساء إ ة يره. ليه، حرمة لعصبية مع أماكن  سواق و  ا  وكان الإعلان يتم ً المواسم أيض  الناس و ً ؛ ا فحين أجار الزبير بن عبد المطلب رج ً لا ً حاجاب  من ب  بن زرارة كان طرق بابه ليستجير به، فخرج الزبير وأخوه متقل  َ د َ ْ ي ْ ن سايفيهما إ الكعبة، وخرج الرجل معهما، فقاج له: إن ا إذا أجرنا رج ً لا ً لم نمش أمامه، فاامش ُ أمامنا ترمقك أبصارنا كي ج ت ُ وصلوا الكعباة، وأعلناوا ختلس من خلفنا، ح ذلك ( 2 ) ً ، توكيد ً ً ذلك المكان المقدس ونوع  ا للعقد ً ً ا من الإعلان أيض ً ا. يثر طائفة إذا  كما كان ً استجار بهم أحد أعطوه سهم ً ، ا وقالوا له : َ ق َ ْ و ْ ِ ق ِ ل ُ حيث شئت فقد أ ُ ِّ م ِّ نت ( 3 ) ، (أي امشن ن به حيث شئت). وقد يقال له : قوقل باه إ أعلى الجبل، فسميت هذه الطائفة بالقواقل ( 4 ) . ( 1 ) مد،  ، ابن حبيب كتاب المحبر ، (مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية، 4813 ، ص ) 69 . ( 2 ابن أ ) باي حديد، شرح نهج البلاغة ص ، 4411 . ( 3 ) ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية ، (دار الجيل، بيروت، 4880 ص ، ) 437 . ( 4 ) مد،  ، الواقدي كتاب المغازي ، (مطبعة أكسفورد، لندن، 4844 ص ، ) 44 .

45

Made with FlippingBook Online newsletter