اللجوء في التراث الإسلامي ومنظومة القانون الدولي والعربي

فيه جانب نفسي أكثر مما هو عملي، فاجستجارة بالجن لن تنع قاطع الطرياق أن ً يعدو عليه فيقتله ويسلبه ماله. وهذا يدل أيض ً  ا على مدى ترس قضية الجاوار

نفوسهم، فحيثما وجد ادطر على النفس يلازمه طلب الجوار من القوي القاادر على منح هذا الجوار ، بل إن بعضهم ذهب أبعد من ذلك حاين سابقته دابتاه واستوحش من ظلمة الليل وهول الطريق فأنشد: ااا ليلاااةل مدلهم  اوزتاااه ل ةل يس اتجيرها  ين اادي ص اداها ن ااق كأنه أراد بليلة قطعة منها. والمدلهمة: الشديدة السواد. والصدى من طياور الليل، وهو ذكر البوم، وإنما استجار بناقته لتفاقم هول الليل، فأراد أن يصاحبها ليأمن ( 1 ) صل  . وا مار، وساهولة  ا  يستجير بها. مما يؤكد على البعد النفسي طلب الجوار ممن يعطيها والقادر عليها.

6 . الغدر بالجار وخيانة الجوار

تصور مدى أهمية الجوار واوفاظ على الجار بال  مثلة الكثيرة ال  ورغم ا سبيل ذلك، ومستوى الشهامة والعزة الذي كانت  والنفيس  وبذل الغا تتمتع نصرتها للجار وحرصها عليه وحفاظها على أهله ومالاه، والمطالباة  به العر ُ ذلك، إج أنه و قوقه وما إ  ُ جدت أمثلة أخرى من قبائل متفرقة ج تراعي أصول التعامل مع الجار بل ونه  و ً أيض ً ً ا، كما كان هناك غدر أحيان ً اه ا من الجار نفسه يره، ومن أمثلة ذلك: قب - ائل مستجيرة تستولى على أراض القبيلة المجيرة لهم :

ه أنه لما خرج بنو أزد من الايمن بسابب  تار  فمما يذكره ابن خلدون أسد، ثم غلبوهم على أجا وسلمى وهما جبلان من  جوار ب  السيل العرم نزلوا بلادهم، فاستقروا بهما وصارت له م رياستهما ( 2 ) . ( 1 ) البغدادي، خزانة الأدب 433 .

ص ،

. والقلقشندي، نهاية الأرب،

( 2 ) ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون

ص

.

ص ،

408

641

56

Made with FlippingBook Online newsletter