| 144
حربــي، والعلاج معركة تقتضي النصر أو الهزيمة. أما الاســتلزامات الأخرى يمكن تلخيصهــا فــي زيادة مخاطر الحيــاة، والتحفز والتوتر، بجانــب العطاء وبذل القوة والحرص على الحياة. ، كما في الجدول رقم " المعركة " و " الحرب " إن اســتخدام الاســتعارات في إطارَي )، يُنتج العديد من الآثار الإدراكية الإيجابية التي يمكن أن تساعد في احتواء 3 ) و( 2 ( خطــورة الجائحة، مثل: زيادة الحذر، والتوعية، والتحفز، والاســتعداد، والانضباط، والعطــاء، وبذل القوة، والحرص على الحياة، لكن هذه الاســتعارات لها أيضًا آثار أيديولوجية ســالبة؛ فالمقتضيات الدلالية قد تعمل على إضعاف الاســتعداد التلقائي لمواجهة المخاطر عند الإنسان بزيادة الهلع من الأمراض الطبيعية. وعلى الرغم من فائدة هذه الأطر العســكرية في دعم المجهود الطبي، فإنها قد تزيد من الإحســاس بالمخاطــرة عنــد العاملين فــي الصحة تجاه مهنة الطــب، وخصوصًا طلاب الطب والأطباء الجدد؛ فالعمل في مجال يوصف بالخطورة التي تصل إلى مرحلة الحرب ليس كمجال يوصف بالتضحية الإنسانية المعتادة. وتخلق هذه الاستعارات تحوً في الممارســة المهنية من خلال تحويل العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى جنود، يضر هذا " فتتحوّل عمليات العلاج والمساعدة والدعم الصحية إلى مهن عسكرية، و التحــوّل بالروح المهنية لهذه المهن وينقلها من خدمة الســكان المدنيين إلى كونها .) 40 ( " جزءًا من آلة حرب أكبر في المجال " المعركة " و " الحرب " وفي بعض الأحيان تكمن خطورة استخدام إطارات الصحــي في المخاطرة بتحويل إجراءات الصحــة العامة الوقائية إلى أدوات للرقابة الاجتماعيــة، وقد يؤدي هذا الأمر إلى إطالــة أمد الفترات الطارئة وتعطيل القوانين الســارية. كل هذا قد يقود إلى توســيع احتمالية ســوء استخدام السلطة الصحية في الحد من الحريات الاجتماعية لصالح أهداف سياسية، بجانب تنصل الحكومات من مســؤولياتها وواجباتها تجاه المواطنيــن بحجة التعبئة العامة للحرب ضد الفيروس. وعلــى الرغم من أن اســتعارات الحــرب والمعركة ضد الجائحــة مجازية، إلا أن اســتخدامها المفرط قد يوفر المبررات لتحويلها إلى ظروف حرب حقيقية يعلو فيها الطارئ على السائد.
Made with FlippingBook Online newsletter