| 170
كورونا، ووصول عدد الإصابات إلى أرقام قياسية. الرئيس " ويُضاف إلى هذا الوضع الداخلي، حالة من الاستعداء الخارجي جرّاء دخول في مواجهات مســعورة مع منظمات دولية، مثل: حلف الناتو ودول الاتحاد " الفرد الأوروبي، وانســحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران، وقبلها الانســحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومن مجلس حقوق الإنســان، ومنظمة الصحة العالمية لاحقًا، ومعــاداة قضــاة محكمة العــدل الدولية، دون إغفال حالة العــداء تجاه دول أميركا في الداخل الأميركي " السياسة الترامبية " الجنوبية. وبذلك، جاءت المحصلة العامة لـ والخارج كاشفة عن إجماع الدوائر الأكاديمية والسياسية الأميركية وغير الأميركية على أن الرئيس ترامب مســؤول إلى حدّ كبير عن الوضع العام لما تعيشــه أميركا وتراجع خطأ في التاريخ الديمقراطي " موقعها في السياســة العالمية، وأن هذا الرئيس شــكّل .) 5 ( " الأميركي ولم تقف الأمور عند حدودها الفردية، بل إن الترامبية وتطبيقاتها خلال السنوات الأربعة من حكم ترامب أثّرت بصورة مباشرة على الفعل الديمقراطي في صورته الجماعية. ) Steven Levitsky وفي هذا الباب، يذهب الباحثان الأميركيان، ســتيفن ليفيتسكي ( )، إلى أن الترامبية قامت خلال هذه الفترة باعتماد Daniel Ziblatt ودانييل زيبلات ( ، وأن ترامب رجل خطير، كل ما يملكه من رصيد هو أنه " تجريف الديمقراطية " سياسة رجل أعمال ثري له الكثير من العقارات حول العالم، وله حضور كاسح في وسائل ،) 6 الإعلام، ويريد أن يدير الولايات المتحدة الأميركية كما يدير شــركاته العقارية( وكل من خالفه في الرأي سيكون مصيره إما الإقالة أو التشهير به في وسائل الإعلام. أمــا على مســتوى التعامل مع الدول الأجنبية، فــإن المنطق المعتمد لديه هو منطق الصفقات القائم على الربح ولا شيء غير الربح بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية، والتبجح بالدفاع عن أميركا من خلال فرض نفسه كحارس بوابة أميركا أمام الخصوم. لكن يبدو أن نتائج الانتخابات الرئاسية، وما أعقبها من تشكيك في نزاهتها من قِبَل ترامب ومؤيديه، قد شــكّلت اختبارًا لشــخصية ترامب ومستقبل الترامبية في أميركا ، التي جاءت بترامب إلى كرسي 2016 والعالم. وإذا نحن سلّمنا بأن نتائج انتخابات الرئاسة، كانت بمنزلة ذلك التعبير الشعبي الغاضب والمزاج المؤقت لفئة من الشعب الأميركي التي صوّتت ضد المؤسســة الأميركية والمرشــحة، هيلاري كلينتون، فمن الواضح أيضًا أن تلك القواعد الشعبية تُصحّح خطأها السابق الذي أقدمت عليه منذ
Made with FlippingBook Online newsletter