العدد 9 - فبراير/شباط 2021

171 |

أربع سنوات بعدما وقفت على الوضع الحقيقي لأميركا في عهد ترامب. ولعل هذا المنظــور هو ما دفع بالكثير من الدراســات والأبحاث إلــى القول بأن انتخاب جو بايدن يُمثّل مرحلة فارقة واستراحة من مرحلة ضبابية اسمها ترامب، وأن نتائج هذه الانتخابات أخذت شكل التصويت العقابي ضد رئيس ارتكب أخطاء كارثية، واليوم إن الرئيس الذي لا يُنْهِي ولايته الثانية " يحاكم الشعبُ الرئيسَ، وهو ما يؤكد مقولة: .) 7 ( " يعتبر رئيسًا ناقصًا ويبدو أن حالة الانقسام العميقة المسجّلة بين الفرقاء السياسيين الأميركيين، ومؤشرات الشــك التي طالت بنية الثقافة السياســية القائمة، تؤكد صعوبة المهمة التي ستواجه الرئيس، جو بايدن، الذي ســيكون بحاجة لمزيد من الدربة السياسية لردم الهوة بين الأميركيين، واستعادة ثقتهم في المؤسسات. لكن حادثة اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مبنى الكونغرس، والذي أدى إلى مقتل خمســة أشــخاص، واتهام الرئيس ترامب بالتحريض على استهداف المؤسسات، ومطالبة مجلس النواب الأميركي بعزله، تجعل الباحث في الشــأن الأميركي يخرج بجملة من الملاحظات الأولية: - بصــرف النظر عن محاكمــة الرئيس ترامب من عدمها، فإن الديمقراطية الأميركية تعيش اليوم أزمة حادة ناجمة عن الانحرافات التي طالت عمل المؤسسات، ودورها في ضبط اللعبة السياســية ودرجات انســجامها وتناغمها مع التحولات التي يعرفها المجتمع الأميركي. - تتحمل المؤسســة الحزبية الأميركية إلى حدّ بعيد مسؤولية الانزلاقات التي تطول صورة أميركا في الداخل والخارج. فالمؤسســة الحزبية بخضوعها لســلطة المال أو الحسابات السياسية الضيقة، وتنازع المواقف بين الديمقراطيين والجمهوريين، يجعل مستقبل السياسة الأميركية في مهب مزيد من العواصف السياسية. - إن صعود النزعات القومية الصاعدة، بكافة تلاوينها، الســوداء أو البيضاء أو حتى الملونة، وفوضى السلاح، تُمثّل التهديد الأول والمباشر للولايات المتحدة الأميركية. ومن ثم فإن لُحْمَة المجتمع الأميركي مهدّدة جرّاء هذه النزعات التي تقوم على رفض الآخر المغاير والسعي للقضاء عليه بكل الطرق والأدوات. - إن حالة الاتحاد المسجلة بين الولايات المتحدة الأميركية الخمسين تلقت ضربات قوية في عهد الرئيس ترامب، عندما لوّحت بعض الولايات بالانفصال عن الاتحاد.

Made with FlippingBook Online newsletter