العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 172

ولا شــك في أن هذه الحالة ســيكون لها ما بعدها في ظل حضور أو اســتحضار الصلاحيــات التــي يضمنها الدســتور الأميركــي للولايات في علاقتهــا بالحكومة الفيدرالية. وطالما أن أية ولاية من الولايات الخمســين يمكنها أن تُســقِط التفويض الممنوح للسلطة الفيدرالية، وتُطالب رسميّا بالاستقلال، فإن فكرة الولايات المتحدة الأميركية كما رســم مســتقبلَها الآباءُ المؤسّســون تكون قد دخلت مرحلة التفكك المجتمعي والتحلل السياسي. وفي الوقت الذي تركز فيه هذه الورقة على مستقبل أميركا في العالم ومنطقة الشرق الأوســط بصورة أساســية، فإن الرهان الأول يتحدد في قراءة وفهم وتفســير طبيعة ووظيفــة سياســة الرئيس الأميركــي الجديد، جو بايدن، ومــدى قدرته على تجاوز سياسات الرئيس السابق، والنظر في أولوياته تجاه المنطقة العربية التي عرفت الكثير من الحرائق السياسية التي تسبب فيها الرئيس ترامب، وأيضًا انتظارات الدول العربية من الرئيس الديمقراطي الجديد. . بايدن وعلاقته مع دول الشرق الأوسط 2 لا خلاف على أن مجموع الخلافات والانتكاســات التي شــهدتها منطقة الشــرق الأوســط والخليج العربي خلال الســنوات الأربعة الماضيــة، تعود في جانب كبير منها إلى سياســة الرئيس، دونالد ترامب، وســعيه لفرض وجه نظر متطرفة في الكثير من الملفات الملتهبة. وهذا ما ظهر جليّا في إبعاد وزير الخارجية الســابق، ريكس تيلرســون، لاختلافــه مع الرئيس ترامب منذ بداية ولايتــه. وتذهب بعض القراءات العربيــة لنتائــج الانتخابات الأميركية وصعود الرئيس بايــدن إلى أننا أصبحنا بصدد قراءتين متباينتين لهذا الوضع، أو لنقل: أمام معسكرين عربيين متمايزين: دول عرفت حالة من البرود والجفاء مع أميركا خلال عهد الرئيس الأسبق، - الأول: باراك أوباما، قبل أن تنتعش علاقتها مع واشنطن خلال ولاية الرئيس، دونالد ترامب. وقد تكون هذه الدول أمام تحدي إعادة تنظيم علاقتها مع الولايات المتحدة خلال ولاية بايدن، وهو ما قد يواجه معضلات حقيقية. دول لــم تكن في وضــع مريح مع إدارة ترامب، أو ربما دخلت معها في - الثانــي: صراع أو نزاع، وهذه تجد فرصة ســانحة في خســارته البيت الأبيض. وقد تجد هذه الــدول -بحســب تقييم عدد من خبراء مركز المجلــس الأطلنطي- أن نهاية ترامب

Made with FlippingBook Online newsletter