العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 178

الشتات إلى فلسطين هو تأكيد لنبوءة تراثية تُلْزِم الشعب اليهودي بالعودة إلى أرض .) 15 ( " الميعاد لكي يعيش في وطنه الحر ورغــم الطابع المؤسســاتي الذي يطبع العلاقات الإســرائيلية-الأميركية، فإن حالة التحول التي طبعت سياسة ترامب تجاه إسرائيل وما خلّفته من ردود فعل سلبية في المنتديات العالمية، ولأن بايدن معنيّ أكثر باستعادة أميركا لصورتها في العالم كدولة راعية للسلام في الشرق الأوسط والنظر إلى ردّة الفعل الفلسطينية، لا يستبعد خبراء أن يســتهل بايدن فترته الرئاسية بالعودة إلى الوضع الطبيعي " مركز فورين بوليســي " الخانق الذي كان قائمًا قبل ترامب لنموذج أوسلو، والمتمثل في الإطار الأول للعمل ، والدعوة إلى حل الدولتين من خلال 1995 و 1993 الذي يستند إلى اتفاقيات أوسلو مفاوضات ثنائية بوساطة الولايات المتحدة، دون أن يعني ذلك أن جو بايدن سيُحيى ). والسبب في ذلك يعود إلى السياسة 16 بصورة فعلية مشــروع الدولة الفلســطينية( المتجذرة في طرق تعاطي الرؤســاء السابقين مع ملف الحقوق الشرعية الفلسطينية. وإذا كانت إدارة ترامب اعتمدت على مدار السنوات الأربعة الماضية سياسة الهجمات المتواصلة والمفتوحة ضد حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وسعتْ بشكل أساسي إلى محوه تمامًا عبر استهداف البيت الأبيض لركائز المجتمع والسياسة الفلسطينيين، فإن بايدن لن ينهج ذات النهج المتهور الذي ينال من صورة أميركا كراع للســ م، لكنه في المقابل ســيواجه مقاومة إسرائيلية في تثبيت إرث ترامب ومحاولة الإجهاز على الحركة الوطنية الفلسطينية التي تواجه موتًا إكلينيكيّا منذ عقود خَلَتْ. خاتمة رغم آلية الثبات التي تطبع السياسة الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط منذ عقود خلت، وهيمنة الطابع المؤسساتي للسياسة الخارجية الأميركية، ولأن بايدن ابن أصيل للمؤسســة السياســية الأميركية الثابتة والعميقة وسياســي -حيث تدرج في دواليب المؤسسة السياسية الأميركية في أصولها التقليدية حينما كان سيناتورًا أو حتى حينما كان نائبًــا للرئيس أوباما خلال ثماني ســنوات من حكمــه- فإن فترة الرئيس بايدن المعروف بدفاعه عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنســان كقيم مقدســة في المخيال السياســي الأميركي لن تخرج عن الإطار المرســوم في دواليب البيت الأبيض أيام حكم الرئيس باراك أوباما.

Made with FlippingBook Online newsletter