| 18
مســتويات التحليل- يمكن أن تبدأ بتحليل التغيرات في هذه المكونات، ثم العلاقة .) 11 بين التغير في أحد هذه المكونات، والتغير في المكونات الأخرى( وفي إطار هذا الجدل المفاهيمي، يمكن القول إن الثورة فعل شــعبي عفوي تلقائي غير منظم؛ يهدف إلى إحداث تغيير جذري شامل في بنية النظام السائد في المجتمع. وتختلــف الثورة عــن الانقلاب الذي يمكن تعريفه بأنه فعــل منظم تُنفّذه مجموعة منظمة، وهدفه السيطرة على السلطة عبر إزاحة القائمين عليها والهيمنة على مقدراتها، اعتمادًا على عامل القوة الذي يتحكمون فيه. وإذا كانت الثورة فعً شعبيّا عفويّا غير منظم، فإن هذا الوصف يعني أنه لا يُشترط أن تتفق فئات الثورة ومكوناتها الأساسية كليّا في آرائها وتوجهاتها، ولكن يُوحّدها هدف عام تتفق على ضرورة تحقيقه لمصلحة المجموع. فجوهر الثورة هو ذلك الاختلاف في التفاصيل، وأيضًا التصارع السلمي للأفكار، والاحترام المتبادل بين الفئات على اختلافهــا لخصوصيات بعضها، مع الاتفاق على تجاوز تلك الخصوصيات. فالثورة لا تنشأ إلا لتحمي قيمة أو قيمًا سامية تعرضت للانتهاك والانتقاص، بغض النظر عن التضحيات التي سيتم الوفاء بها تحقيقًا لأهدافها وغاياتها النبيلة. يناير بدأت باعتبارها 25 وفــي إطار الظاهرة محل الدراســة، يمكن القول إن ثــورة ، نظرًا لكونها هبّة فجائية غير مُخَطّط لها من جانب " التغير السياسي " نوعًا من أنواع تمّ التخطيط " تغيير سياســي " إلى " الانقــ ب " المشــاركين فيها، ثــم تحوّلت بعد والترتيب له بشــكل واضح من قِبَل المؤسسة العسكرية المصرية التي أدارت مرحلة ، وحتى تاريخ إعداد هذه الدراسة. 2013 يوليو/تموز 3 ما بعد الانقلاب يوم . تحولات القوى الثورية: أنماط التفاعلات والتحديات 2 يناير، تعددت المنعطفات السياســية التي مرت بها، والتي شــكّلت في 25 بعد ثورة الكثيــر من صورها درجاتٍ من الانقلابات المضــادة للثورة، وارتبطت في معظمها بدور المجلس العســكري وتصوره عن هذا الدور، ليس فقط في العملية السياســية، أشهر فقط من الثورة، وفي 9 ولكن في كل الجوانب الحياتية للدولة المصرية. فبعد ، مرّت العملية الانتقالية في مصر بمنعطف بالغ الأهمية 2011 نوفمبر/تشــرين الثاني عن علي السلمي نائب " إعلان المبادئ الأساســية للدولة المصرية الجديدة " بصدور . وتم 2012 رئيس الوزراء آنذاك، الذي كان الغرض منه توجيه عملية صياغة دستور
Made with FlippingBook Online newsletter