21 |
الإســ مية، وجاءت نتائجه أيضًا مختلفة باختلاف الاســتراتيجية المتبعة. فقد غيّرت ) استراتيجيتها، فانتقلت 2012 الحركة الطلابية التابعة لحزب الدســتور (تأســس عام من التركيز على السياســات الميدانية إلى تبني سياســات خدمية وثقافية للتفاعل مع انحسار المجال السياسي بعد الانقلاب، مما مكّنها من الاستمرار. ومن ذلك: إقامة المعارض الفنية، وعرض الأفلام التثقيفية، وتنظيم المناقشات الجماعية.. وقد هدفت من خلالها إلى الاستمرار في نشر ثقافة احتجاجية بأقل تكلفة ممكنة. هذا التغير على مستوى التكتيكات صاحَبَه تغيّر على صعيد الشكل التنظيمي للحركة المدنية المصرية، حيث زادت المرونة في التعامل مع شكلها المُؤَسّسي، وكان تشكيل حزب الدســتور أحد مظاهر ذلك، قبل إنشــاء مكتب للطلاب داخل الحزب وأســر الميدان الطلابية في الجامعات. فقد عجزت عن تغيير أنماط التفاعل الاستراتيجي المرن مع تغيّر " أبريل 6 " أما حركة الســياق السياســي وانغلاقه، لأن استراتيجياتها كانت قائمة على الاحتجاج والتظاهر الســلمي والاســتمرار في الميدان، وهي سياســات مثّلت جزءًا من الهوية الجماعية للحركة وســبب مشــروعيتها الرئيسي. وقد دفع ذلك إلى مزيد من استنزاف الحركة التي دخلت في مواجهات مفتوحة، ســواء مع المجلس العســكري الذي تولّى حكم يوليو/تموز 3 ينايــر، أو مع نظام الحكم بعد انقلاب 25 البــ د فــي مصر بعد ثورة . كما رفضت الحركة التحول إلى حزب سياسي. 2013 . التنظيم والقدرة على التعبئة 2 تُعَــدّ مــوارد الحركات الاجتماعية وقدرتها على التنظيم والحشــد والتعبئة أحدَ أهم معايير نجاحها أو فشــلها في تحقيق أهدافها، فقدرة هذه الحركات على بناء هياكل رسمية (منظمات، مؤسسات) وغير رسمية (روابط اجتماعية وعائلية) للحشد والتعبئة، شرط أساسي لبناء تنظيم قوي قادر على تحقيق أهداف الحركة. ومن بين هذه الحركات روابط الألتراس، أو روابط مشجعي كرة القدم، التي برزت يناير أو بعدها، وهي تنظيمات 25 في الاحتجاجات والمظاهرات ســواء أثنــاء ثورة مــن روابط اجتماعية مختلفة، لا ترتبــط حياة أعضائها بعضهم ببعض في مدرجات ملعب كرة القدم فقط، وإنما أيضًا في الحياة اليومية لكل منهم، عبر شبكات التواصل والترابط الاجتماعي.
Made with FlippingBook Online newsletter