العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 22

وشــكّلت روابط الألتراس -بقدرتها على التنظيم- علامة فارقة في تاريخ الحركات الاجتماعية في مصر، حيث نجحت في جعل صوتها مسموعًا خلال الثورة وبعدها، ، رغم عدم 2013 بل واستمر تأثيرها حتى مع انحسار المجال السياسي بعد انقلاب كونهــا في الأســاس تنظيمًا سياســيّا. لكنها عانت من عدم قدرتهــا على بناء تنظيم قوي قادر على الضغط على الســلطة العسكرية لتحقيق أهداف الثورة وتحويلها إلى سياسات ملموسة، بجانب عدم قدرتها على تقديم بديل سياسي واقعي ذي مصداقية يناير، وحال 25 لدى الجمهور، الأمر الذي شكّل أحد ملامح الضعف البنيوي لثورة دون تعبئة الطاقات المجتمعية لتحويل الاحتجاج الشــعبي والحراك المجتمعي إلى مشــروع سياسي قادر على مواجهة النظم العسكرية المتعاقبة، وتغيير قواعد الصراع، بدً من هيمنة الجيش والإفراط في اســتخدام الأدوات القمعية، وتحويل المســار . 2013 يناير إلى مسار عسكري بعد انقلاب 25 السياسي الذي نشأ بعد ثورة . العلاقة بين زيادة القمع وإمكانية التعبئة 3 انحســار الحراك السياســي 2013 يوليو/تموز 3 شــهدت مصر في أعقاب انقلاب وتواري الحركات الاجتماعية. وترجع أسباب هذا الانحسار، أو ضعف التعبئة، إلى عدة عوامل منها: الخوف الذي نتج عن استخدام السلطة استراتيجيات مختلفة للقمع ، والخوف من المجهول أو من مصير دول أخرى في المنطقة، وهو " غير المحسوب " ما اســتثمره النظام لصالحه؛ لأن المواطنين يخافون من الدولة، وعليها، أي يخشون من بطشها ويخشون في الوقت ذاته من تَحلّلِها. هذا بجانب تراجع الأمل والشعور بالهزيمة (على مستوى المسار العام والشعور الشخصي، لا على مستوى نجاح الثورة .) 15 أو فشلها)( وفي إطار هذه العوامل، يمكن القول إن أنماط الحراك السياسي والاجتماعي تعددت ، حيث ظهرت عدة أنماط رئيسية: 2013 يوليو/تموز 3 في مصر بعد حراك المنظمات الحقوقية، أو ما يُســمّيه البعض حراكَ القضية الواحدة التي الأول: .) 16 تتناول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات وتدافع عن الضحايا( حــراك النقابات المهنية التي تُعْنَى بحقــوق وحريات أعضائها، خاصة حرية الثانــي: التعبير عن الرأي وحرية التنظيم، وتُواجه التدخلات الأمنية المتكررة في شؤونها. حراك المجموعات الطلابية التي تطالب بحريتي التعبير والتنظيم في الجامعة، الثالث:

Made with FlippingBook Online newsletter