العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 52

مقدمة تُمثّل وسائل الإعلام في الوقت الراهن مصدرًا مهمّا للمعلومات لدى الأفراد، حيث يعتمد عليها هؤلاء في حصولهم على الأخبار والمعرفة، وفي جزء من هذه المعرفة هناك ما يتعلق بالأشخاص، والشعوب، والثقافات، وهذا ما ذهب إليه منظور الاعتماد على وســائل الإعلام. كما أن هذه الوســائل لها القدرة على صناعة الصور النمطية، وتحديد الإطار الذي يجب أن نُفكّر بداخله، مما ينعكس على البنية الإدراكية للمتلقي بالنسبة للعالم، والأشياء والأشخاص. وقد تعزّز هذا الاتجاه بعدة اجتهادات تنظيرية ترى أن وســائل الإعلام تُحدّد رؤيتنا للعالم، وتبني لنا واقعًا جديدًا يُسمّى الواقع الإعلامي. ومن هذه الاجتهادات: منظور الغــرس الثقافــي، وبناء الواقع الاجتماعي، والصورة النمطية. وعطفًا على ذلك، فإن جزءًا من معارف ومدركات الفرد في الدول الغربية حول الإسلام والمسلمين، يستقيه من وسائل الإعلام. ويُعَدّ الإعلام الغربي من الفواعل في صياغة التّمثّلات عن الإسلام والمسلمين عبر ما يُنتِجُه من خطاباتٍ عن هذه الجماعة البشرية، تفتقر في كثير من الأحيان إلى الحياد والإنصاف، لاقترانها بقوى وتجاذبات تتحكّم في مســارات تَشــكّلها، فتأتي مُشَوّهة ). وعليه، فإن جانبًا مما يُدرِكه المتلقي الغربي عن الإســ م والمســلمين 1 ومنحرفة( هو الصورة الإعلامية لا الحقيقة. وقد أظهرت بعض الدراســات أن الإسلام والمســلمين يُقَدّمَان بصورة سلبية شك ). ويرتبط التناول الإعلامي للإسلام والمسلمين 2 ومضمونًا في وسائل الإعلام الغربية( بخلفيات فكرية وأيديولوجية، وكذلك بأجندات سياســية، وبعضُه (التناول) برهانات السوق الإعلامية وما تفرضه من منافسة، حيث تُعطَى الأولوية للمنطق التجاري على ). كما يعود التعامل مع الإســ م والمسلمين من قِبَل الإعلام 3 الاعتبارات الأخرى( المختلِف، مثلما أشار " الآخر " و " الأنا " وما يُنتِجُه من صور سلبية حولهما؛ إلى فكرة إلى ذلك إدوارد سعيد في نقده للاستشراق. ومن خلال وســائل الإعلام المتحَيّزة، ينظر الغرب للإسلام والمسلمين نظرة أحادية تقوم على التجانس، والتطرف كأصل في هذه الثقافة. وتُصوّر هذه الوسائل الإسلام والمسلمين في صراع مستمر مع الغرب، وتَقْرِنُهما بالإرهاب، والتطرف، والعنف...

Made with FlippingBook Online newsletter