53 |
وهذا ما يُعرّضهما للعنصرية، والتمييز، والمعاملة غير الإنسانية. إن مسألة تَمْثِيل الإسلام والمسلمين من قِبَل الإعلام الغربي، وتحديدًا الفرنسي، هو ما تهدف إليه هذه الدراســة، وذلك للتعرف على صورة الإسلام في وسائل الإعلام الغربية، بكل أبعادها وملامحها، ثم رصد صناعة الخوف من الإســ م والمســلمين في الإعلام الغربي، لتُعرّج على التناول الإعلامي للإسلام والمسلمين في فرنسا، ثم لمعرفة أنماط " لوفيغارو " و " لوموند " تحلّــل عيّنة من المواد الإعلاميــة في صحيفتي خطاباتهما وكيفية صياغتهما لصورة الإسلام والمسلمين في البلاد. . الإطار المنهجي والنظري للدراسة 1 أ- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها يتعرّض الإســ م والمســلمون إلى حملات تشــويه متكررة من قبل وسائل الإعلام الغربيــة، وتتصــدّر القضايا المرتبطة بهما الصفحــات الأولى للصحف والمجلات، وكذلك نشــرات الأخبار، لإضفاء الأهميــة والتركيز عليها، كلما كانت هناك أعمال عنف، والهجمات التي تُوصف بالإرهابية، وضلوع المنتســبين للإسلام فيها. وتصنع هذه التغطية الإخبارية صورة نمطية عن الإســ م والمســلمين غالبًا ما تكون ســلبية )، في حين يتمّ تجاهل تسامح 4 بحسب بعض الدراسات التي اهتمت بهذا الموضوع( الإسلام ونَبْذِه للعنف، وما يحمله من قيم التكافل والتعايش، وكل ما حققته الحضارة Jacques الإسلامية، خاصة في مجال العلوم، كما يشير الباحث الفرنسي جاك أتالي ( .) 5 () Attali لقد أنتج هذا النوع من التغطية تَمثّلاتٍ سلبية لدى الفرنسيين تجاه الإسلام والمسلمين، % 43 ) أن IFOP حيث بيّن اســتطلاع للرأي أعدّته المؤسســة الفرنسية للرأي العام ( من الفرنسيين يعتبرون وجود جالية مسلمة تهديدًا لهوية المجتمع الفرنسي، والنسبة % تُعارض 63 نفسها تُعارض بناء المساجد على التراب الفرنسي، في حين أن نسبة ارتداء الحجاب في الأماكن العمومية. وإزاء هذا التوتر الذي يطبع العلاقة بين الرأي العام الفرنسي والإسلام ومنتسبيه، تأتي هذه الدراسة التحليلية لبحث التّمثّل الإعلامي للإسلام والمسلمين عبر الخطابات التي يُنتِجُها الإعلام الفرنسي من خلال التساؤل الآتي: ما أبعاد صورة الإسلام والمسلمين ؟ " لوفيغارو " و " لوموند " في الخطابات الإعلامية لصحيفتي
Made with FlippingBook Online newsletter