59 |
والعربي، هل هو خطاب عقلاني يتكئ على عُدّة معرفية في معرفة هذا الآخر؟ اعتمد الباحث في دراســته على منهج المســح التحليلي للتراث النظري، بحيث طرح عدة أفكار تمحورت حول الحضور الإسلامي والعربي في البيئة الغربية، كما تحدث عن الإقصاء الذي يتعرض له الخطاب الإسلامي في البيئة الغربية منذ العصور الوسطى. وخلصت الدراســة إلى أن الإعلام الفرنســي يحمل رسائل دعائية ضد رموز الدين الإســ مي؛ أســهمت في تشويه صورة المسلمين لدى الرأي العام الفرنسي. كما أن المقاربات الســائدة للإســ م مقاربات ماهوية في عمومها عجزت عن تَمَثّل حركية الإسلام داخل التاريخ؛ إذ أفرغته من أي محتوى إنساني وحضاري. :)16( - الآخر، الإعلام وما بعد الحداثة: أزمة التّمثّلات للعربي والمسلم في الغرب ســعت الدراســة إلى الكشــف عن تَمثّلات العربي والمســلم في المخيال الغربي وجذور ذلك في البعد الإبســتمولوجي والأيديولوجي، وانعكاسها على الممارسات الاجتماعيــة. كمــا وقفت عند دور وســائل الإعــ م في إنتاج المعنــى والتّمثّلات الاجتماعية للغيرية العربية الإســ مية. واعتمدت الدراســة التحليل الكيفي للتناول الإعلامي للعربي والمسلم في صحف مقاطعة كيبك الكندية. ومن أهم ما توصلت إليه، أن الإعلام بمعية السياســيين والخبراء يُصَورُون العربي والمســلم رمزًا للشــر، ويُغَيّبــون التنوع والاختــ ف والتعدد الذي يطبع الديانة الإســ مية كما هو الحال بالنســبة لكل الديانات. ويعود الســبب في ذلك -حســب الدراسة- إلى المرجعية الإبستمولوجية والأيديولوجية التي تؤطر الخريطة الذهنية للغرب. :)17( - صورة المسلمين والإرهاب في وسائل الإعلام: دراسة تحليلية لفرنسا وتركيا هدفت الدراســة إلى التعرف على صورة المســلمين وعلاقتها بالإرهاب في وسائل الإعــ م الأميركيــة، ولأجل ذلــك حللت عينة مــن الأخبار المتعلقــة بالهجمات الإرهابية، وتساءلت عن العناصر الخبرية التي يركز عليها الصحفيون، والقضايا التي تثير اهتمامهم بشــأن الأحداث التي وقعت في فرنسا وتركيا. وخلصت الدراسة إلى أن الإعلام الأميركي قدّم صورة ســلبية عن المســلمين أثناء الأحداث الإجرامية في هاتين الدولتين، وأن التناول الإعلامي كان منحازًا؛ بما يُعزّز الأحكام المســبقة عن المســلم حتــى وإن كان هو الضحية، ويُدعّم الإدراك بأن هناك علاقة مباشــرة بين المسلمين والإرهاب.
Made with FlippingBook Online newsletter