| 64
بالإســ م والفئة التي تُمثّله، كما باتت تُصنّف على أساســها. وشكّلت هذه الدوائر الإعلامية منصة لعدد من التسميات الخاصة بالإسلام والمسلمين، مع خلط كبير بين الإسلام وممارسات بعض المسلمين عبر التاريخ. فالمسلم في اللغة الإعلامية تحوّل . وتعكس هذه " مسلم " إلى إسلامي، ويُعَدّ هذا بمثابة انحراف سيميائي لمدلول كلمة التسمية المختزلة عجزًا عن التعاطي مع الإسلام بكلياته، والاكتفاء بتقديم مدلولات "ّ إسلامي " توحي بمعرفته. وفي كل مرة يقع فيها حدث مرتبط بالإسلام، تُقْحَم علامة عنفًــا مــن أجل التصدي لمفاهيم الحداثة والعلمانيــة والعالمية، وهذا ما يبني نظرة اختزالية عن الإسلام بسبب هذه التسميات ودلالاتها من قِبَل إعلام يُعَدّ ناطقًا باسم .) 25 السياسة والسياسيين( ومن بين التسميات التي تتكرّر في الإعلام الغربي نذكر: الإسلام الأصولي، والإسلام المتطــرف، والإســ م الراديكالي، وتُســتخدم لوصف أعمال العنــف الصادرة عن المســلمين، في حين أن الأعمال المشــابهة التي يقوم بها غير المسلمين لا تُوصف ). وتُخْتَزَل هذه المفاهيم ذات البنية المتشابهة والدلالات المتعددة في دلالة 26 كذلك( واحدة، وتُجزِئ العالم الرحب للإسلام بانتقائية كبيرة لتُنْتِج صورًا نمطية لها خلفيات مخزّنة في المخيال الغربي. ورقة بحثية اهتمت بمسألة دور الإعلام 345 وفي السياق ذاته، توصلت دراسة راجعت في بناء أبعاد هوية الإسلام والمسلمين؛ إلى أن المواد الإعلامية تُكرّس صورة سلبية ). وربما من أقرب صور هذا الاتجاه هو 27 عن المسلمين، وأن الإسلام دين عنف( الجمع بين الإســ م والإرهاب، وهذا الخطاب الإعلامي المتحيز تغذيه الخطابات السياسية على المستوى الدولي. - الإعلام الغربي وصناعة الخوف من الإسلام والمسلمين عَمَد الإعلام الغربي في تغطياته لقضايا الإسلام والمسلمين إلى استراتيجية التخويف 11 من الإســ م والمســلمين منذ عقود، لكنه مرّ إلى السرعة القصوى بعد أحداث . ويُصَوّرُ الإسلام وفق هذه الاســتراتيجية باعتباره دين عنف، 2001 ســبتمبر/أيلول انتشــر في العديد من نقاط العالم بالســيف، كما أُلْحِقَت به أبشــع الجرائم بربرية ووحشية، فهو بذلك يُمثّل أكبر تهديد تُواجهه الحضارة الغربية في الوقت الحالي. وقد وجدت وســائل الإعلام في الإســ م والمسلمين مادة جاهزة لممارسة أسلوبها
Made with FlippingBook Online newsletter