| 68
الحرب في أفغانستان. وقد أظهرت عديد الدراسات أن وسائل الإعلام الغربية تُقدّم ). كما تفرّدت فرنسا بنخبها 37 صورة نمطية عن المساواة بين الجنسين في الإسلام( السياســية والعلمية والإعلامية في التعاطي مع مسألة ارتداء الحجاب في المدارس، بل ومثّلت قضية رأي عام وطني بفعل الترســانة الإعلامية التي وظّفت لأجل ذلك، وحــاول الإعلام تَمْثِيل المرأة بأنها لا تتمتع بالحرية في الإســ م، وأن هذا اللباس مفروض عليها، ويُمثّل شكلا من أشكال التضييق عليها. ولكي يكتمل المشــهد حول الإســ م والمســلمين في فرنســا، تعود اســتراتيجية الإسلاموفوبيا في التناول الإعلامي كلما حصلت أحداث إجرامية لها علاقة بالإسلام وبمن يعتنقه، مثلما هو الشأن بالنسبة لاغتيال المعلم الفرنسي صامويل باتي من قِبَل شاب شيشاني مسلم على خلفية عرض رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد ﷺ على تلاميذه، وأحداث أخرى ســبقتها. ويُكثّف الإعلام الفرنســي في مثل هذه الأحداث والظروف من المواد الإعلامية التي تبث الخوف من الإسلام ومعتنقيه. إن التغطية الإعلامية للإســ م والمســلمين في فرنســا يعتريها الكثير من التحريف، ويغلــب عليها الطابع الغرائبي والدرامــي، وقد أقرّت الأصوات العقلانية والمتوازنة من النخبة الفرنســية بذلك، وفي هذا يقول الصحفي الفرنســي باتريك بوافر دارفور ) إن هناك مشهدية إعلامية فائقة للإسلام والمسلمين في Patrick Poivre d ’ Arvor ( هذا شيء معيب واســتفزاز.. هكذا تتم فبركة النقاش " وســائل الإعلام الفرنســية، و .) 38 ( " الوطني ) في Thomas Deltombe وفي السياق ذاته، يرى الكاتب الفرنسي توماس دلتومب ( " ) 2005 - 1975 الإســ م المتخيل: البناء الإعلامي للإسلاموفوبيا في فرنسا ( " مؤلّفه الإعلام الفرنســي ســار في اتجاه تصنيف الإســ م مع الكثيــر من الانحراف " أن الســيميائي والمحتويــات الملغّمة، وهذا ما تُرْجِم فــي كثير من تحليلاتهم المتطرفة بســبب جهلهم وخلفياتهم وعجزهم عن تصور الإســ م في كلياته؛ فيُقدّمون قَوْلَبَة ). وتأسيسًــا على ما أسلفنا في رصدنا 39 ( " لرؤية أحادية لمســلمين غير متجانســين لصورة الإســ م والمسلمين في الإعلام الفرنسي، فالتّمْثِيل السلبي لهما هو الغالب في مواده الإعلامية، ويشوبه الكثير من المغالطات والتحريف عن قصد وجهل، بدعم من نُخب مثقفة تدّعي علمها بالتعاليم الإسلامية وخبرتها في شؤون المسلمين، وهو انعكاس لإرث تاريخي وأيديولوجي ما زال هو الموجّه لمواقفها وســلوكياتها تجاه الإسلام والمسلمين.
Made with FlippingBook Online newsletter