| 108
اتجاهات الصراع كظاهرة تعزّز نفسها بنفسها، فيما يفترض أن تلتزم الحوكمة الرشيدة تجاه الشعب العراقي بموجب عقد اجتماعي. وتعمل هذه الدوافع أحيانًا بشكل مستقل عن بعضها البعض أو قد يتمتع أحدها بقوة ليطغى على تأثيرات العوامل الأخرى. على سبيل المثال، قد يُعزّز تحسين الحوكمة والأداء الاقتصادي القوي الحس الوطني لدى ســكان العراق ويُرسّخ الهوية الوطنية بدً من الهويات الأخرى. كما قد تُلغي الدوافع بعضها بعضًا أو تتســبب في بلبلة عندما يشير دافع أو أكثر باتجاه صراع أقل في حين تشير دوافع أخرى باتجاه صراع أكثــر إيغاً في توجّهــه الديني والطائفي أو القومي. على ســبيل المثال، قد تعطي القوتان الأهم من خارج المنطقة، الولايات المتحدة وروســيا، الأولوية للســتقرار الإقليمي، في الوقت الذي تسعى فيه بعض القوى الأهم في المنطقة إلى زيادة نفوذها من خلل أنشطة مزعزعة للستقرار في العراق. . السيناريوهات 2 هناك ثلثة احتمالات مستقبلية بديلة للعلقات القومية والدينية والطائفية في العراق على مدى الســنوات العشرة المقبلة. وستشمل الســيناريوهات الأكراد والمسيحيين والتركمان كنماذج عن الأقليات العراقية موضوع البحث. وتعكس هذه السيناريوهات كافة الافتراضات والدوافع التي نوقشت سابقًا، وتوضح مسارات مختلفة ولكنها ليست شاملة، أي إن هناك سيناريوهات أخرى ممكنة غير تلك الثلثة، لكن الباحث يفترض أن هذه السيناريوهات تمثّل مجموعة متنوعة من الدوافع وتقدم بعض السيناريوهات الأصلية. - السيناريو الأول: بروز النزعة المحلية الدوافع الأهم: الهوية الذاتية والجهات الفاعلة غير الحكومية ونوعية الحوكمة بســبب تراجــع النموذج الإســامي في المنطقــة عمومًا، وفي العــراق على وجه الخصوص؛ لما قدمه من تخلف في الأداء ونزعات استبدادية متزايدة، برزت وستزداد التي تطالب فيهــا المجتمعات المحلية " النزعــة المحلية " فــي أعقاب ذلك ظاهرة بدور أكبر في شــؤونها وبتقديم الخدمات الرئيســية. إن النزعة المحلية هي ردّ على إخفاقات الأحزاب الإســاموية بشــكل خاص وفشلها بشكل متكرر في تقديم إطار
Made with FlippingBook Online newsletter