العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 158

مقدمة رغم أن الخوف من الدين هو موضوع مُسْــتَبْطَن في الفكر الدســتوري الحديث، إلا أن جميع الدول بما فيها العلمانية تُعالج قضية الدين مباشرة في الدساتير المعاصرة، دستورًا 194 فمن بين " بل لا يوجد دستور واحد يمتنع أو يغفل الإشارة إلى الدين، %، تذكر 58 . 7 دستورًا، أي 114 ... وما مجموعه " الدين " تذكر كلمة 186 يوجد اليوم ). وفي هذا قد يرتبط 1 ( " آلهة أخــرى " ، أو " الإلهي " ، أو " الله " مصطلحــات، مثــل: الدستور ارتباطًا وثيقًا بدين معين. على العكس من ذلك، قد يتضمن الدستور العديد من الأديان، أو يصمت بشأن مسألة الدين، أو يرسم خطّا واضحًا بين الدين والدولة. ، أصبح دور الدين في الدســاتير موضوعًا 2013 وحتى ســنة 2011 عربيّا، بعد حراك ســاخنًا؛ حيث ظهر الاســتخدام الخطابي/الرمزي للمفاهيــم الدينية في النصوص التضخم " الدســتورية كجزء مــن النضال من أجل تحديد هوية الدولــة، ولعل هذا يجد تفسيره في صعود تيارات الإسلم السياسي في بلدان الربيع العربي " الإسلمي بما في ذلك حتى تلك التي لم تشهد ثورات مثل المغرب. وعلــى العمــوم، فقد تعاملــت حكومات هذه البلدان مع قضية وضع الإســام في دساتيرها من خلل استراتيجية سياسية ذات شقين: فمن ناحية، عملت دول كالمغرب وتونس على استخدام لغة غامضة تُعرّف الإسلم كدين للدولة، وفي بعض الأحيان، ذهبت دول، مثل مصر، إلى تحديد الشــريعة الإســامية كمصدر للتشريع، وإِنْ على اختلف في مستويات هذه المصدرية. والمغرب بتبنيه للســتراتيجية الأولى في مقابل اســتبعاده للثانية، يظل مختلفًا عن البلدين المذكورين معًا (تونس ومصر)، بدرجتين مختلفتين طبعًا؛ حيث حافظ دستوره على نفس نهج الدساتير السابقة، بما ظل يعنيه من استمرار ربط 2011 الأخير لسنة الأيديولوجية القومية للنظام الملكي بالرموز الإســامية مع إبقاء التأثيرات القانونية السياسية الإسلمية الفعلية مغمورة قدر الإمكان. في هذا الإطار، تناقش الدراســة الابتكار الدســتوري المغربي الذي ينتقل بالحاجة لحماية الإســام في الدســتور إلى شرعية إسلمية حمائية للملكية في حلبة الصراع السياســي. وتفترض الدراســة أن الدور السياســي للدين أو ما يُصطلح على تسميته لا يكون متعلقًا باستغلل الدين بشكل مباشر في الأزمات السياسية، " تَدْيِين السياسة " بل يظهر في الحالة المغربية عن طريق اســتدخال الدين المحمي بالدســتور بشــكل مؤسساتي في الحياة السياسية.

Made with FlippingBook Online newsletter