169 |
الداخلية الكبرى من خلل زيادة الروابط مع الغرب، أن تستجيب للمخاوف الغربية بشأن وجود إطار قانوني وسياسي يتماشى مع القواعد والأشكال الغربية. وهكذا تم وضع النظام الدستوري للمغرب من النموذج الفرنسي؛ حيث كان الخبراء القانونيون .) 38 ( 2011 الفرنســيون يعملون استشاريين رئيسيين في كل وثيقة دستورية قبل عام عملت البنود الدستورية والاستراتيجيات ذات الصلة على ربط " ضمن هذا السياق، النظام بالإســام بشــكل رمزي، [...] وعلى إبعاد البلد عن الشــريعة نحو معايير )، وذلك على أســاس الجمع بين القانون العلماني والقانون 39 ( " قانونية عالمية أكثر المستوحى من الدين. فقــد أثّــر تأميم الإســام على التقاليــد الدينية التي أُعِيد بناؤهــا لكي تكون ضمن سياســات الدولة المتنوعة؛ إذ عملت الدولة على تحديث الإسلم بشكل خاص بما يسمح بانفتاح المجتمع على العالم الحديث، وهو ما أهّله لاستقبال القوانين الحديثة خاصة الفرنسية منها. وفي هذا الإطار، خضع قانون الأحوال الشخصية لنزعة إحيائية، أي إعــادة التعبيــر عن التقليد بطريقة حديثة، فتم مزج مفهوم الأحكام قطعية الثبوت والدلالة في تراث الفقه الإســامي بفكرة النظام العام الفرنســية الممهورة بالقواعد الآمرة، وهو ما قطع الطريق على إمكانية تغيير هذا القانون بشكل عميق. لقد تفادى الدستور التنصيص على الدين باعتباره المصدر الرئيس أو مصدرًا أساسيّا للتشــريع، أو حتى أحد مصادر التشــريع، أو مجرد أن تكون مبادئ الشريعة مصدرًا للتشــريع. ربما أمكن تفســير ذلك بالتخوف من الاستغلل السياسي، أو الحزبي أو المصلحي الضيق، أو التخوف من أن تؤدي التأويلت بالمسألة إلى اتجاهات طائفية أو مذهبية ضيقة، غير أن تفســير الدســتور على ما هو عليه من الصمت المشار إليه أعله، لم يسمح سوى بتطبيق محدود للشريعة في البلد في المسائل المدنية؛ حيث توقف مشروع تقنين الشريعة عند مدونة الأحوال الشخصية (مدونة الأسرة حاليّا)، " ولم يُجاوِزها إلى غيرها؛ إذ عجز عن إخراج قوانين إســامية أخرى كانت الحاجة .) 40 ( " ماسّة إليها بعد الاستقلل، وعلى رأسها القانون الجنائي بأحوال " وقد تم ربط تعطيل تقنين الشريعة بقصره فقط على مادة الأحوال الشخصية ومبررات عديدة، منها على سبيل المثال: نفوذ الفنيين الأجانب الذين استمر وجودهم بعد الاســتعمار، والموقف الأيديولوجي للشريعة الذي مثّلته بعض النخب العلمانية التي اســتلمت الســلطة في البلد العربية بعد الاســتعمار، والتهيّب من المشــروع،
Made with FlippingBook Online newsletter