العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 60

مقدمة تكشــف مراجعة الأدبيــات المتعلقة بنظرية التلقي الإعلمي فــي البيئة الرقمية عن أطروحتيــن أساســيتين: الأولى ترى أن هذه النظرية اســتُنْفِدَت حتى قبل أن تتطور تكنولوجيــات الإعلم والاتصــال التي تَعْمُر حياتنا الراهنة، ولــم يبقَ لها ما تُقدّمه )، والثانية تؤمن بتزايد أهميتها لدراسة مستخدمي 1 لدراســة جمهور وسائل الإعلم( ). ولئن فنّدت البحوث العلمية المتزايدة التي أُجْرِيَت على مشاهدي 2 الميديا الرقمية( التليفزيون في البيئة الرقمية، ومستخدمي مواقع الشبكات الاجتماعية، صحّة الأطروحة الأولى، فإن الأطروحة الثانية تتطلب نقاشًا واسعًا ومعمقًا. نقترح تأسيسه على السؤال الذي طُرح منذ عقدين من الزمن، وهو: هل يمكن توسيع مجال تطبيق نظرية التلقي وعُدّتها المفاهيمية، التي اســتُخْدِمَت لدراســة جمهور وسائل الاتصال الجماهيري، .) 3 خاصة التليفزيون، في بيئة التكنولوجيا التماثلية، إلى الميديا الرقمية؟( تقتضي الإجابة عن هذا السؤال تقديم تعريف موجز لهذه النظرية، وملخص مكثف لمنجزهــا عبر الثقافات المختلفــة في بيئة التكنولوجيا التماثليــة، وأبرز الانتقادات . "2 الويب " الموجّهة لها، وتعيين مسالك التفكير في علقة المتلقي بالنص في بيئة ) بحكم انتمائها إلــى جملة من العلوم: 4 تحمــل عبارة التلقي الكثير من الأســرار( الأنثروبولوجيــا، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والعلوم السياســية، والنقد الأدبي، وعلوم الإعلم والاتصال. وتحوّلت إلى مفهوم مركزي لدراســة جمهور التليفزيون، والإذاعة، والصحف، والمنصات الرقمية في شــبكة الإنترنت، والمسرح، والسينما، والأدب، وغيرهــا مــن الفنون. ويحــدُث في الغالب ألا تتوقف بعض الدراســات للكشــف عــن محتوى مفهوم التلقــي وحصر الواقع الذي يغطيــه، بل تتعامل معه ). ربما يعود هذا الأمر إلى 5 كتحصيل حاصل، وكمفهوم مكتسب وجاهز وإجرائي( جملة من العوامل، نذكر منها تداخل هذا المفهوم مع بعض المفاهيم المجاورة، مثل: ، ذي التضمين الاقتصادي " اســتهلك المواد الثقافية والإعلمية " ، أي " الاســتهلك " لوســائل الإعلم ذي التضمين الوظيفي. هذا، إضافة إلى " التعرض " والتســويقي، و Audience اســتناد هذا المفهوم إلى مفاهيم أخرى يفترض أنها تســتوضحه، مثل: ). بيد أن هذه المفاهيم Public (الحضور، المشــاهدون، المســتمعون)، والجمهور ( تحتــاج هي الأخرى إلى ما يســتوضحها. فــإذا كان بالإمكان الاقتراب من مفهومي

Made with FlippingBook Online newsletter