67 |
لم تكف عن ذكر اســم بورقيبة أكثر من مرة في اليوم، والتغني بالنظام الجمهوري في تلك السنوات. حقيقة، إن هذا الراعي لا يمثّل الشــعب التونســي، الذي تتوجّه إليه الإذاعة التونسية بخطابها، لكنه يطرح، بشــكل أو آخر، إشــكالية تلقي المستمع والمشاهد في العديد من البلدان العربية للبرامج الإذاعية والتليفزيونية. يغلــب على بحــوث الإعلم في المنطقة العربية المنشــورة فــي المجلت العربية )، والمنصات الرقمية الأكاديمية، مثل: المنصة الجزائرية للمجلت 36 المتخصصــة( www . " ، وموقع " Google . scholar" ، وموقــع "Academia . edu" العلميــة، وموقع https :// search . ( " معرفة " ، وقاعدة البيانات الرقمية الأكاديمية "researchgate . net لبحوث الدكتوراه والماجســتير في الإعلم " مبتعث " )، وقاعدة بيانات emarefa . net )، يغلــب عليهــا الاهتمــام المفرط بدور وســائل الإعلم www . mobt3ath . com ( وتأثيرها على الجمهور انطلقًا من مكونات النص الإعلمي فقط، دون السؤال عن الجمهور. إنها تنطلق من تصور جاهز لأدوار وسائل الإعلم وتأثيرها على الجمهور النابع من البراديغم الوظيفي. وبهذا، لم تهتم بالمعنى الذي يستخلصه الجمهور من المواد الإعلمية، والذي يمكن الوصول إليه بالاستناد إلى البراديغم الظاهراتي. نميل إلى الاعتقاد بأن العديد من الدراسات التي أُنجزت عن جمهور وسائل الإعلم في البلدان العربية اســتندت إلى البراديغم الوظيفي. ولم تتمكن، مع الأســف، من تشــخيص المورفولوجية الاجتماعيــة لجمهور هذه القنــاة التليفزيونية، أو المحطة الإذاعية، أو برنامج من برامجها. لقد اتّجه جلّها إلى تحديد أنماط التعرض للقنوات )، والتي يُقصد بها: وقت المشــاهدة، ونوعية 37 التليفزيونية أو عادات مشــاهدتها( البرامج التي تُشــاهد، وكثافة المشاهدة، ودوافع المشــاهدة، والإشباعات المحقّقة. " الاتجاه " الجمهور. لقد رحّلت مفهوم " اتجاهات " وحاولت دراسات أخرى معرفة من حقل علم النفس، الذي يشــترط ســلم القياس، إلى حقل علوم الإعلم. فاكتنف الغموض مقاصده: هل يعني (أي الاتجاه) رأيَ أو موقفَ المشاهد من قناة تليفزيونية أو برنامج تليفزيوني؟ هل يعني تقييم الجمهور للمادة الإعلمية أو الوسيط الإعلمي؟ هل يُقصد به الوقت الذي يخصصه الجمهور لمشاهدة هذه القناة، أو الاستماع إلى الإذاعة، أو مدى استفادته منها؟ وإن كانــت هناك ضرورة لدراســة الجمهور من زاويــة تَعَرّضِه لبرامج التليفزيون أو الإذاعة أو الكشف عن أنماط مشاهدتها أو اتجاهات هذا الجمهور فإن ما ينجم عن
Made with FlippingBook Online newsletter