العدد الثالث من مجلة لباب

الجغرافيا السياسية للتنظيمات الجهادية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل

105 |

مـرت بهـا، والمنعطفـات الحاسمـة التـي واجهتهـا، قبـل أن تصـل إلـى الوضـع الراهـن، ـا مـن مفهـوم الجغرافيـا السياسـية ً الـذي سـنحاول تقـديم قـراءة لخريطتـه السياسـية انطلاق باعتبارهـا تهتـم بالعلاقـات التبادلية-التأثيريـة بـن كل مـن الجغرافيـا والسياسـة، حيـث ر لا فـكاك منـه، ومـن هنـا تسـعى السياسـة َ ـد َ ق َ تفـرض الجغرافيـا نفسـها علـى السياسـة ك ). وفـي هـذا السـياق، تهـدف الدراسـة إلـى التعمـق فـي 1( لتخطـي العوائـق الجغرافيـة الخريطـة الجغرافيـة للحـركات الجهاديـة فـي شـمال إفريقيـا ومنطقـة السـاحل والصحراء، والتأثيـر المتبـادل بـن هـذه التنظيمـات والمناطـق التـي توجـد فيهـا، وأسـباب تمركزهـا ونشــاطها هنــاك، علــى أن يقودنــا ذلــك إلــى استشــراف مســتقبل تلــك الجماعــات والتنظيمـات، مـع التنبيـه إلـى أن النشـاط الجهـادي فـي المنطقـة يقتصـر علـى تنظيمـي القاعــدة و”الدولــة الإســ مية”، باعتبارهمــا طرفــي المعادلــة فــي الحركــة الجهاديــة العالميـة، حيـث يتخـذ تنظيـم القاعـدة بـكل فروعـه فـي شـتى أنحـاء العالـم، مـن قيـادة ـا ّ ً ـا قيادي ً “تنظي ـم القاعـدة ف ـي ب ـ د خراسـان” الت ـي يتزعمه ـا أيم ـن الظواه ـري، مرجع ـس الأول لهـذا التنظيـم خـ ل العقـد ِّ س َ ؤ ُ لـه، ويعتبـر أسـامة بـن لادن الأب الروحـي والم الأخيـر مـن القـرن الماضـي. أمـا تنظيـم “الدولـة الإسـ مية”، فهـو الابـن الشـرعي لحركـة سـها “أبـو مصعـب الزرقـاوي” فـي العـراق عقـب الاحتـ ل َّ التوحيـد والجهـاد التـي أس ، وتط ـور التنظي ـم بع ـد ذل ـك ليم ـر بمراح ـل م ـن أهمه ـا مرحل ـة 2003 الأميرك ـي س ـنة “الدولـة الإسـ مية فـي العـراق”، ثـم “الدولـة الإسـ مية فـي العـراق والشـام”، قبـل أن خـذ فـروع هـذا التنظيـم َّ يسـتقر أمرهـا علـى “الدولـة الإسـ مية” أو “دولـة الخلافـة”، وتت مــن خليفتــه، “أبــو بكــر البغــدادي”، مرجعيــة قياديــة ودينيــة؛ حيــث يأتمــرون بأمــره وينتهـون بنواهيـه.

Made with FlippingBook Online newsletter