العدد الثالث من مجلة لباب

15 |

الانتفاضة السودانية فرص التحولات وتحديات البديل

ـا حت ـى منطق ـة البحي ـرات ث ـم ً وسـط وشـمال السـودان، وتمـدد الغ ـازي التركـي جنوب ، ليضمهـا إلـى الإمبراطوريـة العثمانيـة. 1874 ـا سـلطنة دارفـور فـي ً لاحق َّ ضـم ، تحـت رايـة محمـد علـي باشـا، حـدوده السياسـية َ ولـم يمنـح الحكـم التركـي السـودان ا ف ـي وضـع أس ـس الدول ـة الحديث ـة بإدخـال التط ـور الإداري ً فحس ـب، ب ـل كان س ـبب وإنشـاء الدواوي ـن الحكومي ـة، وإدخـال التعلي ـم النظامـي المدن ـي والعسـكري، وتطوي ـر .)9( القطـاع الاقتصـادي ب- نشأة الحركة الوطنية الحديثة ارتبطـت نشـأة الحركـة الوطنيـة المعاصـرة فـي السـودان بتطـور التعليـم الحديـث عندمـا كمعهـد عـال، أصبحـت 1902 أسـس البريطانيـون “كليـة غـردون التذكاريـة” فـي العـام ـا جامعـة الخرطـوم، لتخريـج مواطنـن يتـم تأهيلهـم للعمـل فـي وظائـف مسـاعدة ً لاحق ـس َّ لـإدارة الاسـتعمارية، لينافـس بذلـك نظـام التعلي ـم المصـري المدرسـي الـذي تأس فـي العهـد التركـي السـابق. كان لنظـام التعليـم وتأثيـره أهميـة بالغـة فـي تشـكيل وعـي )10(” النخ ـب المتعلم ـة، وف ـي تصوراته ـا عن ـد البح ـث ع ـن تأس ـيس “قومي ـة س ـودانية وارتباطاتهـا، وفـي صناعـة خياراتهـا السياسـية لاسـيما فـي الصـراع المصري-البريطانـي حـول مسـتقبل السـودان السياسـي. ل اتجاهـات الحركـة السياسـية السـودانية المعاصـرة الرئيسـية، حوالـي العـام َّ بـدأت تتشـك ، بتأثيــر عــدة عوامــل كان فــي مقدمتهــا مبــادرة الرئيــس الأميركــي، تومــاس 1920 ، التــي تضمنــت المبــادئ 1918 )، فــي Thomas Woodrow Wilson( وودرو ويلســون الأربعـة عشـرة التـي نـادى بهـا كبرنامـج للسـلم العالمـي داعيـة لحريـة الشـعوب وحقهـا ف ـي تقري ـر مصيره ـا، ودعوت ـه لإنش ـاء رابط ـة ل ـ مم بغ ـرض توفي ـر ضمان ـات متبادل ـة .)11( للاســتقلال السياســي والســ مة الإقليميــة للــدول كبيرهــا وصغيرهــا

Made with FlippingBook Online newsletter