الفعل السياسي الرقمي في العالم العربي ومنظومة القيم والتحولات
161 |
بخطـى وئيـدة: مؤتمـر صحافـي جيـد التحضيـر، أو نشـاط سياسـي، أو بيـان عـن القيـادة بـه السياسـي علـى صحافـي لـه حظـوة. ُّ ـن ُ َ الحزبيـة، أو فـي أفضـل الحـالات، تصريـح ـر الموقـف ِ ه ْ ظ ُ ـا يهت ـدي ب ـه الأنصـار والمحازب ـون، وي ً ل نبراس ِّ شـك ُ ـا، ي ً وهـذا الموقـف ثاني ـن َ ل ْ ع ُ ت ِ الواضـح والحاسـم مـن قضيـة أساسـية هـي مـدار اهتمـام فـي المجتمـع، وكذلـك ل رؤيـة هـذا الطـرف وقراءتـه للحـدث. ـا إلا ف ـي حـالات ّ ً ه ـذه المكان ـة المرتفع ـة للتصري ـح أو الموق ـف (وال ـذي ل ـم يكـن يومي ا، وكيفيـة ّ ً ا، وحدثــي ّ ً اسـتثنائية) داهمتهـا التطـورات علـى اختـ ف مندرجاتهـا: سياسـي التفاعـل معهـا مـن قبـل الجمهـور المتلقـي، انتهـاء باحتـكار الوسـائل الإعلاميـة الكبـرى للمعلومـة والخبـر ولدورهـا كمصـدر وحيـد للرسـالة الإعلاميـة. مقابـل هـذا كلـه، انبثـق ا فـي “التصريـح” و”الإعـ ن” وفـي ً “المواطن/المغـرد”، ومـن دون أي عائـق بـات شـريك إبـداء الـرأي، ويرتكـز هنـا إلـى امتلاكـه المعلومـة (بمصادرهـا المتعـددة)، بعـد أن كانـت ا عل ـى القي ـادي، وأصب ـح هن ـاك تفل ـت مـن “الانضب ـاط” الصـارم وراء الزعي ـم، ً حكـر ـا السياسـية، وارتقـى إلـى مرحلـة “النظـرة ً ر مـن سـطوة التبعيـة الفكريـة وتالي َّ بعـد أن تحـر النقديـة” حيـال كل القضايـا المطروحـة. وانتهـى احتـكار الأطـر الحزبيـة الكبـرى لصـالح ـا وتسـتقطب شـرائح ً مجموعـات تنضـوي فـي إطـار هيئـات مجتمـع مدنـي، تتكاثـر تباع ــا شــبابية بشــكل عــام ً ــا. هــذا الواقــع أوجــد أصوات ً متزايــدة، مــن الشــباب خصوص ـا مـا تكـون ناقـدة ورافضـة للسياسـة ً تشـارك الطبقـة السياسـية فـي إشـهار مواقـف، غالب المعتمـدة حيـال قضيـة محـددة. ـرات مـع وجـود “الوسـيلة”، أي الإعـ م الرقمـي. والمؤكد ِّ وبالفعـل، يكتمـل مشـهد المتغي ا خطي ـرة ف ـي العدي ـد م ـن سـاحات ً أن عال ـم تكنولوجي ـا الاتصـال الحديث ـة ت ـرك آث ـار ـا العدي ـد م ـن السـاحات. ً ، وم ـا شـهده لاحق ً “عمل ـه”: انتفاضـات تون ـس ومصـر أو
Made with FlippingBook Online newsletter