العدد الثالث من مجلة لباب

| 178

.)31( ـرون ويحسـون مثلنـا ِّ وتماسـكها، لأننـا، مثلمـا يقـول، نسـعى، إلـى صحبـة من يفك ــراد، ليســت مجــرد إنجــاز ِّ ولكــن البنيــة التحتيــة للنترنــت، وهــي بنيــة تتطــور باط ــد مــن امتــداد القبليــة َّ مــن روح اجتماعيــة، إنهــا نمــط عيــش وط ٍ تكنولوجــي خــال ر حقيقتهـا فـي كل الثقافـات غيـر أن َّ الجديـدة فـي الزمـن، زمـن لا ماضـي لـه، وجـذ ـا جغرافيـا ً ج مـع الفتوحـات الرقميـة المتسـارعة، راسم َّ هـذا النمـط سـرعان مـا بـدأ يتمـو ر القبائ ـل ذاته ـا ُّ ر المجتم ـع الجماهي ـري بت ـذر ُّ جدي ـدة للقبائ ـل بكيفي ـة زادت م ـن ت ـذر ـا فـي اتجـاه البحـث عـن المثيـل ً يه بــ “العشـائر الإلكترونيـة”، دائم ِّ ئهـا إلـى مـا نسـم ُّ وتجز والشـبيه. والأهـم مـن ذل ـك، حاجـة الأف ـراد للانتمـاء إل ـى العدي ـد مـن المجموعـات م لنـا ِّ قـد ُ فـي وقـت واحـد، بدوافـع المصـالح والقيـم والسـمات العاطفيـة المشـتركة. وت منصــات التواصــل الاجتماعــي مثــل تويتــر وإنســتغرام وفيســبوك ويوتيــوب وســناب شـات وريديـت وغيرهـا، ترجمـة سوسـيوثقافية، مثيـرة، لجغرافيـا العشـائر الإلكترونيـة المتناث ـرة ف ـي الفضـاء السـيبراني. تتميـز العشـائر الإلكترونيـة بالتواجـد المكثـف فـي الزمـن وليـس فـي المـكان، وكذلـك بمرونـة نـزوح الأفـراد مـن عشـيرة إلـى أخـرى، أو بالانتمـاء إلـى عشـائر عديـدة مختلفـة فـي آن واحـد. فالإقليـم المشـترك للعشـائر الإلكترونيـة ليـس الأرض التـي يسـكنونها، ٍّ ـد َ الـذي ينتمـون إليـه لا يعـود إلـى ج ُ ـب َ س َّ إنمـا هـو المصلحـة المشـتركة فـي الزمـن. والن أعلـى، بـل يرجـع إلـى تقابـل الميـول والأحاسـيس. والثقافـة التـي تجمعهـم، ثقافـات، بعكـس العشـيرة التقليديـة ذات البعـد الثقافـي الواحـد المشـترك. وتنسـجم هـذه الملامح ) فـي مقاربتهـا للجماعـات Barbara Rosenwein( مـع مـا ذهبـت إليـه باربـرا روزنوايـن )، وهـي المقارب ـة الت ـي أزال ـت فيهـا القي ـود البنيوي ـة Emotional Community( العاطفي ـة المتمثلــة فــي الأنمــاط التقليديــة والكاريزميــة المهيمنــة علــى “أجــواء” الجماعــات.

Made with FlippingBook Online newsletter