العدد الثالث من مجلة لباب

179 |

معارك الإثبات والإبطال في مجرة الذكاء الاصطناعي

ـل بيئـة مفتوحـة لاسـتيعاب الشـبيه والمثيـل ِّ فالجماعـات العاطفيـة، مـن منظورهـا، إنمـا تمث ل ِّ ). ويمث émotif-emotional( ” ـا مـن “العاطفـي ً بحيـث يتحـدد التفكيـر فـي التغييـر انطلاق “العاطفـي” قيمـة بـارزة ومفيـدة فـي فكـر روزنوايـن؛ بـارزة لأنهـا تعتبـر أن القـراءات الجدليـة للتاريـخ قـد أخلـت المشـاعر كموضـوع فـي التاريـخ، ومفيـدة لكـون المجتمـع .)32( العاطفـي يتيـح التفكيـر فـي التحـول التاريخـي مـن بوابـة الإحسـاس والانفعـال رهـا فـي آن واحـد مـن الرغبـة فـي ُّ تسـتمد العشـائر الإلكترونيـة أسـباب تماسـكها وتذر التطابـق والعيـش مـع الشـبيه فـي حـدود بيئـة تواصليـة تميزهـا روابـط وصـ ت متزامنـة لفضـاءات مختلفـة وكائنـات بشـرية وشـبكات إلكترونيـة معقـدة ومتمـددة بكثافـة ممـا يجعـل الاحتـكام إلـى الأحاسـيس والمشـاعر السـمة البـارزة للمنـاخ العشـائري المتفسـخ مـن قي ـم الاحت ـكام إل ـى العق ـل. فالأجـواء العشـائرية هـي حينئ ـذ أجـواء تمن ـح القي ـم العاطفيـة مرتبـة تفـوق مرتبـة العقـل فـي مقاربـة الواقـع الاجتماعـي. إنهـا أجـواء مفعومـة ً بالانفع ـال، موغل ـة ف ـي التعددي ـة وازدراء القي ـم الكب ـرى، ولا تع ـدو أن تك ـون أج ـواء رة مــن ضوابــط التعبيــر اللســانية والأخلاقيــة، فهــي، مــن ِّ رومانســية بامتيــاز، متحــر هـذه الزاويـة، شـبيهة بالأجـواء الرومانسـية التـي اكتسـحت مجـالات الأدب والسياسـة والفـن أواخـر القـرن الثامـن عشـر. وإذا نظرنـا إلـى العوامـل المحيطـة بظهـور هـذه النزعـة “لوجدنـا أنهـا لا تتلـف، مـن حيـث الدلالـة، عـن التـي أولـدت الرومانسـية فـي ألمانيـا ـا يختـرق ّ ً ـا وفكري ّ ً ـا فني ً وفرنسـا والمملكـة المتحـدة وإيطاليـا وإسـبانيا، وجعلـت منهـا مذهب مجـالات الفـن، والفلسـفة، والسياسـة، والاجتمـاع، ويشـملها بتشـكيل يتضمـن الرفـض ــا فــي خصائصهــا العامــة َّ للأســاليب الفكريــة والتعبيريــة الســائدة آنــذاك. وإذا تمعن المكونـة لذاتهـا، لألفينـا أنهـا مـن طبيعـة مشـتركة مـع التـي هـي الأصـل لـذات المذهـب ) العالـم التـي دعـا إليهـا نوفاليـس Romanticize( ” ضـرورة “رومنسـة َّ الرومانسـي. وكأن

Made with FlippingBook Online newsletter